٢٠٠

{يا أيها الذين آمنوا اصبروا} على مشاق الطاعات وما يصيبكم من الشدائد

{وصابروا} وغالبوا أعداء اللّه بالصبر على شدائد الحرب وأعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى وتخصيصه بعد الأمر بالصبر مطلقا لشدته

{ورابطوا} أبدانكم وخيولكم في الثغور مترصدين للغزو وأنفسكم على الطاعة كما قال صلى اللّه عليه وسلم: من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة

وعنه صلى اللّه عليه وسلم: من رابط يوما وليلة في سبيل اللّه كان كعدل صيام شهر رمضان وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة

{واتقوا اللّه لعلكم تفلحون} فاتقوه بالتبري عما سواه لكي تفلحوا غاية الفلاح أو واتقوا القبائح لعلكم تفلحون بنيل المقامات الثلاثة المرتبة التي هي الصبر على مضض الطاعات ومصابرة النفس في رفض العادات ومرابطة السر على جناب الحق لترصد الواردات المعبر عنها بالشريعة والطريقة والحقيقة

عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم

وعنه صلى اللّه عليه وسلم:

من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى اللّه عليه وملائكته حتى تجب الشمس واللّه أعلم

﴿ ٢٠٠