٤١١ {أفغير اللّه أبتغي حكما} على إرادة القول أي قل لهم يا محمد أفغير اللّه أطلب من يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل و غير مفعول أبتغي و حكما حال منه ويحتمل عكسه و حكما أبلغ من حاكم ولذلك لا يوصف به غير العادل {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب} القرأن المعجز مفصلا مبينا فيه الحق والباطل بحيث ينفي التخليط والالتباس وفيه تنبيه على أن القرأن بإعجازه وتقريره مغن عن سائر الآيات {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق} تأييد لدلالة الإعجاز على أن القرأن حق منزل من عند اللّه سبحانه وتعالى يعلم أهل الكتاب به لتصديقه ما عندهم مع أنه صلى اللّه عليه وسلم لم يمارس كتبه ولم يخالط علماءهم وإنما وصف جميعهم بالعلم لأن أكثرهم يعلمون ومن لم يعلم فهو متمكن منه بأدنى تأمل وقيل المراد مؤمنون أهل الكتاب وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم منزل بالتشديد {فلا تكونن من الممترين} في أنهم يعلمون ذلك أو في أنه منزل لجحود أكثرهم وكفرهم به فيكون من باب التهييج كقوله تعالى {ولا تكونن من المشركين} [يونس: ١٠٥] أو خطاب الرسول صلى اللّه عليه وسلم لخطاب الأمة وقيل الخطاب لكل أحد على معنى أن الأدلة لما تعاضدت على صحته فلا ينبغي لأحد أن يمتري فيه |
﴿ ١١٤ ﴾