١٩

 {وكذلك بعثناهم} وكما أنمناهم آية بعثناهم آية على كمال قدرتنا {ليتساءلوا

بينهم} ليسأل بعضهم بعضا فتعرفوا حالهم وما صنع اللّه بهم فيزدادوا يقينا على كمال قدرة اللّه تعالى ويستبصروا به أمر البعث ويشركوا ما انعم اللّه به عليهم

{قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} بناء على غالب ظنهم لان النائم لا يحصي مدة نومه ولذلك احالوا العلم إلى اللّه تعالى

{قالوا ربكم اعلم بما لبثتم} ويجوز أن يكون ذلك قول بعضهم وهذا انكار الآخرين عليهم وقيل انهم دخلوا الكهف غدة وانتبهوا ظهيرة وظنوا انهم في يومهم أو اليوم الذي بعده قالوا ذلك فلما نظروا إلى طول اظفارهم واشعارهم قالا هذا ثم لما علموا أن الأمر ملتبس لا طريق لهم إلى علمه اخذوا فيما يهمهم وقالوا

{فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة} والورق الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة وقرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وروح عن يعقوب بالتخفيف وقرئ بالتثقيل وادغام القاف في الكاف وبالتخفيف مكسور الواو مدغما وغير مدغم ورد المدغم لالتقاء الساكنين على غير حده وحملهم له دليل على أن التزود رأي المتوكلين والمدينة طرسوس

{فلينظر آيها} أي أهلها {ازكى طعاما} احل واطيب أو اكثر وارخص

{فليأتكم برزق منه وليتلطف} وليتكلف اللطف في المعاملة حتى لا يغبن أو في التخفي حتى لا يعرف

{ولا يشعرن بكم احدا} ولا يفعلن ما يؤدي إلى الشعور

﴿ ١٩