|
١٢ الا انهم هم المفسدون ينادى بذلك نداء جليا فإنه رد من جهته تعالى لدعواهم المحكية ابلغ رد وادلة على سخط عظيم حيث سلك فيه مسلك الاستئناف المؤدى الى زيادة تمكن الحكم في ذهن السامع وصدرت الجملة بحر في التأكيد الا المنبهة على تحقق ما بعدها فإن الهمزة الإنكارية الداخلة على النفي تفيد تحقيق الإثبات قطعا كما في قوله تعالى اليس اللّه بكاف عبده ولذلك لا يكاد يقع ما بعدها من الجملة الا مصدرة بما يلتقي به القسم واختها التي هي اما من طلائع القسم وقيل هما حرفان بسيطان موضوعان للتنبيه والاستفتاح وان المقررة للنسبة وعرف الخبر ووسط ضمير الفصل لرد ما في قصر انفسهم على الاصلاح من التعريض بالمؤمنين ثم استدرك بقوله تعالى ولكن لا يشعرون للإيذان بأن كونهم مفسدين من الأمور المحسوسة لكن لا حس لهم حتى يدركوه وهكذا الكلام في الشرطيتين الآتيتين وما بعدهما من رد مضمونهما ولولا ان المراد تفصيل جناياتهم وتعديد خبائثهم وهناتهم ثم اظهار فسادها وإبانة بطلانها لما فتح هذا الباب واللّه اعلم بالصواب |
﴿ ١٢ ﴾