١٧٤

إن الذين يكتمون ما أنزل اللّه من الكتاب المشتمل على فنون الأحكام التي من جملتها أحكام المحللات والمحرمات حسبما ذكر آنفا وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما نزلت في رؤساء اليهود حين كتموا نعت النبي

ويشترون به أي يأخذون بدله

ثمنا قليلا عوضا حقيرا وقد مر سر التعبير عن ذلك الثمن الذي هو وسيلة في عقود المعاوضة وقوله تعالى

أولئك اشارة الى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الوصفين الشنيعين المميزين لهم عمن عداهم اكمل تمييز الجاعلين اياهم بحيث كأنهم حضار مشاهدون على ماهم عليه وما فيه من معنى البعد للإيذان بغاية بعد منزلتهم في الشر والفساد وهو مبتدأ خبره قوله تعالى

ما يأكلون في بطونهم الا النار والجملة خبر لأن أو اسم الاشارة مبتدأ ثان أو بدل من الأول والخبر ما يأكلون الخ ومعنى أكلهم النار أنهم يأكلون في الحال ما يستتبع النار ويستلزمها فكأنه عين النار وأكله أكلها كقوله

 ... اكلت دما ان لم ارعك بضرة ... بعيدة مهوي القرط طيبة النشر ...

أو يأكلون في المآل يوم القيامة عين النار عقوبة على اكلهم الرشا في الدنيا وفي بطونهم متعلق بيأكلون وفائدته تأكيد الأكل وتقريره ببيان مقر المأكول

وقيل معناه ملء بطونهم كما في قولهم أكل في بطنه وأكل في بعض بطنه ومنه كلوا في بعض بطنكم تعفوا فلا بد من الالتجاء الى تعليقه بمحذوف وقع حالا مقدرة من النار مع تقديمه على حرف الاستثناء وإلا فتعليقه بيأكلون يؤدي الى قصر ما يأكلونه الى الشبع على النار والمقصود قصر ما يأكلونه مطلقا عليها

ولا يكلمهم اللّه يوم القيامة عبارة عن غضبة العظيم عليهم وتعريض بحر مانهم ما اتيح للمؤمنين من فنون الكرامات السنية والزلفى

ولا يزكيهم لايثنى عليهم

ولهم مع ما ذكر

عذاب أليم مؤلم

﴿ ١٧٤