|
٨ يا ايها الذي امنوا شروع في بيان الشرائع المتعلقة بما يجري بينهم وبين غيرهم اثر بيان ما يتعلق بانفسهم كونوا قوامين للّه مقيمين لاوامره ممتثلين بها معظمين لها مراعين لحقوقها شهداء بالقسط أي بالعدل ولا يجز منكم أي لا يحملنكم شنان قوم أي شدة بغضكم لهم على ان لا تعدلوا فلا تشهدوا في حقوقهم بالعدل أو فتعتلوا عليهم بارتكاب ما لا يحل كمثله وقذف وقتل نساء وصبية ونقض عهد تشفيا وغير ذلك اعدلوا هو اي العدل اقرب للتقوى الذي امرتم به صرح لهم بالامر بالعدل وبين انه بمكان من التقوى بعد ما نهاهم عن الجور وبين انه مقتضى الهوى واذا كان وجوب العدل في حق الكفار في هذه المثابة فما ظنك بوجوبه في حق المسلمين واتقوا اللّه امر بالتقوى اثر ما بين ان العدل اقرب له اعتناء بشانه وتنبيها على انه ملاك الامر ان اللّه خبير بما تعلمون من الاعمال فيجازيكم بذلك وتكرير هذا الحكم اما لاختلاف السبب كما قيل ان الأول نزل في المشركين وهذا في اليهود أو لمزيد الاهتمام بالعدل والمبالغة في اطفاء فائدة الغيظ والجملة تعليل لما قبلها واظهار الجلالة لما مر مرات وحيث كانت مضمونها منبئا عن الوعد والوعيد عقب بالوعد لمن يحافظ على طاعته تعالى وبالوعيد لمن يخل بها فقيل |
﴿ ٨ ﴾