|
١٠ والذين كفروا وكذبوا باياتنا التي من جملتها ما تليت من النصوص الناطقة بالامر والعدل والتقوى اولئك الموصوفون بما ذكر من الكفر وتكذيب الآيات اصحاب الجحيم ملابسوها ملابسة مؤبدة من السنة السنية القرانية شفع الوعد بالوعيد والجمع بين الترغيب والترهيب ايفاء لحق الدعوى بالتبشير والانذار يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم تذكير لنعمة الانجاء من الشرائر تذكير نعمة ايصال الخير الذي هو نعمة الاسلام وما يتبعها من الميثاق وعليكم متعلق بنعمة اللّه أو بمحذوف وقع حالا منها وقوله تعالى اذ هم قوم على الأول ظرف لنفس النعمة وعلى الثاني لما تعلق به عليكم ولا سبيل الى كونه ظرفا لا ذكروا التنافي زمانيهما أي اذكروا انعامه تعالى عليكم أو اذكروا نعمته كائنه عليكم في وقت همهم ان يبسطوا اليكم ايديهم أي بان يبطشوا بكنم بالقتل والاهلات يقال بسط اليه يده اذا بطش به وبسط اليه لسانه اذا شتمته وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح للمسارعة الى بيان رجوع ضرر البسط وغائلته اليهم حملا لهم من اول الامر على الاعتداد بنعمة دفعة كما ان تقديم لكم في قوله عز و جل هو الذي خلق لكم ما في الارض للمبادرة الى بيان كون المخلوق من منافعهم تعجيلا للمسرة فكف ايديهم عنكم عطف على هم وهو النعمة التي اريد تذكيرها وذكرا لهم للايذان بوقوعها عند مزيدا لحاجة اليها والفاء للتعقيب المفيد لتمام النعمة وكما لها واظهار ايديهم في موقع الاضمار لزيادة التقرير أي منع ايديهم ان تمد اليكم عقيب همهم بذلك لا انه كفها عنكم بعد ما مدوها اليكم وفيه من الدلالة على كمال النعمة من حيث انها لم تكن مشوبة بضرر الخوف والانزعاج الذي قلما يعرى عنه الكف بعد المد ما لا يخفى مكانه وذلك ما روى ان المشركين راوا ارسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم واصحابه بعسفان في غزوة ذي انما روها غزوة ذات الرقاع وهي السابعة من مغازيه عليه الصلاة و السلام قاموا الى الظهر معا فلما صلوا ندم المشركون الا كانوا قد اكبوا عليهم فقالوا ان لهم بعدها صلاة هي احب اليهم من ابائهم وابنائهم يعنون صلاة العصر وهموا ان يوقعوا بهم اذ قاموا اليها فرد اللّه تعالى كيدهم بان انزل صلاة الخوف وقيل هو ما روى ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اتى بني قريظة ومعه الشيخان وعلي رضي اللّه تعالى عنهم يستقرضهم لديه مسلمين قتلهما عمرو بن امية الضمري خطا يحسبهما مشركين فقالوا نعم يا ابا القاسم اجلس حتى نطعمك ونعطيك ما سالت فاجلسوه في صفه وهموا بالفتك به وعمد عمروا بن جحاش الى رحا عظيمة يطرحها عليه فامسك اللّه تعالى يده ونزل جبريل عليه السلام فاخبره فخرج عليه الصلاة و السلام وقيل هو ما روى انه صلى اللّه عليه و سلم نزل منزلا وتفرق اصحابه في العظاء يستظلون بها فعلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيفه بشجرة فجاء اعرابي فاخذها وسله فقال من يمنعك مني فقال صلى اللّه عليه و سلم اللّه تعالى فاسقطع جبريل عليه السلام من يده فاخذه الرسول صلى اللّه عليه و سلم فقال من يمنعك مني فقال لا احد اشهد ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم واتقوا اللّه عطف على اذكروا أي اتقوه في رعاية حقوق نعمته ولا تخلوا بشكرها أو في كل ما تاتون وما تذرون فيدخل فيه ما ذكر دخول اولياء وعلى اللّه أي عليه تعالى خاصة دون غيره استقلال واشتراكا فليتوكل المؤمنون فانه يكفيهم في ايصال كل خير ودفع كل شر والجملة تذييل مقرر لما قبله وايثار صيغة امر الغائب واسنادها الى المؤمنين لايجاب التوكل على المخاطبين بالطريق البرهاني ولايذان بان ما وصفوا به عند الخطاب من وصف الايمان داع الى ما امروا به من التوكل والتقوى وازع عن الاخلال بهما واظهار الاسم الجليل في موقع الاضمار لتعليل الحكم وتقوية استقلال الجملة التذييلية |
﴿ ١٠ ﴾