٤

 وما تأتيهم من آية من آيات ربعم كلام مستأنف وارد لبيان كفرهم بآيات اللّه وإعراضهم عنها بالكلية بعد ما بين في الآية الأولى إشراكهم باللخه سبحانه وإعراضهم عن بعض آيات التوحيد وفي الآية الاثنية امتراؤهم في البعث وإعراضهم عن بعض ىياته والالتفات للإشعار بأن ذكر قبائحهم قد اقتضى أن يضرب عنهم الخطاب صفحا وتعدد جناياتهم لغيرهم ذما لهم وتقبيحا لحالهم فما نافية وصيغة المضارع لحطكاية الحال الماضية أو للدلالة على الاستمرار التجددي ومن الأولى مزيدة للاستغراق والثاني تبعيضية واقعة مع مجرورها صفة لاية وإضافة الآيات إلى اسم الرب المضاف إلى ضميرهم لتفخيم شأنها المستتبع لتهويل ما اجترءوا عليه في حقها والمراد بها إما الآيات التنزيلية فإتيانها نزولا والمعنى ما ينزل إليهم آية من الآيات القرآنية التي من جملتها هاتيك الآيات الناطقة بما فصل من بدائع صنع اللّه عز و جل المنبئة عن جريان أحكام الوهيته تعالى على كافة الكائنات وإحاطة علمه بجميع أحوال الخق وأعمالهم الموجبة للإقبال عليها والإيمان بها

إلا كانوا عنها معرضين أي على وجه التكذيب والاستهزاء كما ستقف عليه

وأما الآيات التكوينية الشاملة للمعجزات وغيرها من تعاجيب المصنوعات فإتيانها ظهورها لهم والمعنى ما يظهر لهم ىية من الآيات التكوينية التي من جملتها ما ذكر من جلائل شئونه تعالى الشاهة بوحدانيته إلا كانوا عنها معرضين تاركين للنظر الصحيح فيها المؤدي إلى الإيمان بمكونها وإيثاره على أن يقال إلا أعرضوا عنها كما وقع مثله في قوله تعالى وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر للدلالة على استمرارهم على الإعراض حسب استمرار إتيان الآيات وعن متعلقة بمعرضين قدمت عليه مراعاة للفاواصل والجملة في محل النصب على أنها حال من مفعول تأتي أو من فاعله المتخحصص بالوصف لاشتمالها على ضمير كل منهما وأيا ما كان ففيها دلالة بينة على كمال مسارعتهم إلى الإعراض وإيقاعهم له في أن الإتيان كما يفصح عنه كلمة لما في قوله تعالى

﴿ ٤