١١

 قل سيروا في الأرض بعد بيان ما فعلت الأمم الخالية وما فعل به خوطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإنذار قومه وتذكيرهم بأحوالهم الفظيعة تحذيرا لهم عما هم عليه وتملة للتسلية بما في ضمنه من العدة الالطيفة بأنه سيحيق بهم مثل ما حاق بأضرابهم الأولين ولقد أنجز ذلك يوم بدر أي إنجاز أي سيرو في الأرض لتعرف أحوال أولئك الأمم ثم انظروا أي تفكروا كيف كان عاقبة المكذبين وكلمة

ثم إما لأن النظر في آثار الهالكين لا يتسنى إلا بعد انتهاءالسير إلى أماكنهم

وأما لإبانة ما بينهما من التفاوت في مراتب الوجوب وهو الأظهر فإن وجوب السير ليس إلا لكونه وسيلة إلى النظر كما يفصح عنه العطف بالفاء في قوله عز و جل

فانظروا الآية وأما أن الأول الأول لإباحة السير للتجارة ونحوها والثاني لإيجاب النظر في آثارهم وثم لتباعد ما بين الواجبوالمباح فلا يناسب المقام و

كيف معلقة لفعل النظر ومحل الجملة النصب بنزع الخافض أي تفكروا في أنهم كيف أهلكوا بعذاب الاستئصال و

العاقبة مصد كالعافية ونظائرها وهي منتهى الأمر ومآله ووضع

المكذبين موضع المستهزئين لتحقيق أن مدار إصابة ما أصابهم هو التكذيب لينزجر السامعون عنه لا عن الاستهزاء فقط مع بقاء التكذيب بحالة بناء على توهم أنه المدار في ذلك

﴿ ١١