٧٤

واذكروا غذ جعلكم خلفاء من بعد عاد أي خلفاء في الأرض أو خلفاءهم كما مر

وبوأكم في الأرضاي جعل لكم مباءة ومنزلا في أرض الحجر بين الحجاز والشام

تتخذون من سهولها قصورا استئناف مبين لكيفية التبوئة أي تبننون في سهولها قصورا رفيعة أو تبنون من سهولة الأرض بما تعلمون منها من الرهص واللبن والآجر وتنحتون الجبال أي الصخور وقرىء

تنحتون بفتح الحاء وتناحتون بإشباع الفتحة كما في قوله ينباع من ذفرى أسيل حرة والنحت نجر الشيء الصلب فانتصاب

الجبال على المفعولية وانتصاب قوله تعالى

بيوتا على أنها حال مقدرة منها كما تقول خطت هذا الثوب قميصا

وقيل انتصاب الجبال على إسقاط الجار أي من الجبال وانتصاب بيوتا على المفعولية وقد جوز أن يضمن النحت معنى الاتخاذ فانتصابهما على المفعولية قيل كانوا يسكنون السهول في الصيف والجبال في الشتاء

فاذكروا آلاء اللّه التي أنعم بها عليكم مما ذكر أو جميع آلائه التي هذه من جملتها

ولا تعهثوا في الأرض مفسدين فإن حق آلائه تعالى أن تشكر ولا تهمل ولا يغفل عنها فكيف بالكفر والعثي في الأرض بالفساد

قال الملا الذين استكبروا من قومه أي عتوا وتكبروا استئناف كما سلف وقرىء بالواو عطفا على ما قبله من قوله تعالى قال يا قوم الخ ةواللام في قوله تعالى

للذين استضعفوا للتبليغ وقوله تعالى

لمن آمن منهم بدل من الموصول بإعادة العامل بدل الكل إن كان ضمير منهم لقومه وبدل البعض إن كان للذين استضعفوا على أن من المستضعفين من لم يؤمن والأول هو الوجه إذ لا داعي إلى توجيه الخطاب أولا إلى جميع المستضعفين مع أن المجاوبة مع المؤمنين منهم على أن الاستضعاف مختص بالمؤمنين أي اقلوا للمؤمنين الذين استضعفوهم واسترذلوهم عدلوا عن الجواب الموافق لسؤالهم بأن يقولوا نعم أو نعلم أنه

مرسل منه تعالى مسارعة إلى تحقيق الحق وإظهار ما لهم من الإيمان الثابت المستمر الذي ينبىء عنه الجملة الاسمية وتنبيها على أن أمر إرساله من الظهور بحيث لا ينبغي أن يسأل عنه وإنما الحقيق بالسؤال عنه هو الإيمان به

﴿ ٧٤