١٠

قال قائل منهم هو يهوذا وكان أحسنهم فيه رأيا وهو الذي قال فلن أبرح الأرض الخ

وقيل روبيل وهو استئناف مبني على سؤال من سأل وقال أتفقوا على ما عرض عليهم من خصلتي الضيع أم خالفهم في ذلك أحد فقيل قال قائل منهم

لا تقتلوا يوسف أظهره في مقام الإضار استجلابا لشفقتهم عليه أو استعظاما لقتله وهو هو فإنه يروي أنه قال لهم القتل عظيم ولم يصرح بنهيهم عن الخصلة الأخرى وأحاله على أولوية ما عرضه عليهم بقوله

وألقوه في غيابة الجب أي في قعره وغوره سمى بها لغيبته عن عين الناظر والجب البئر التي لم تطو بعد لأنها أرض جبت جبا من غير أن يزاد على ذلك شيء وقرأ نافع في غيابات الجب في الموضعين كأن لتلك الجب غيابات أو أراد بالجب الجنس أي في بعض غيابات الجب وقرىء غيابات وغيبة

يلتقطه يأخذه على وجه الصيانة عن الضياع والتلف فإن الإلتقاط أخذ شيء مشرف على الضياع

بعض السيارة أي بعض طائفة تسير في الأرض واللام في السيارة كما في الجب وما فيهما وفي بعض من الإبهام لتحقيق ما يتوخاه من ترويج كلامه بموافقته لغرضهم الذي هو تنائى يوسف عنهم بحيث لا يدري أثره ولا يروي خبره وقرىء تلتقطه على التأنيث لأن بعض السيارة سيارة كقوله

... كما شرقت صدر القناة من الدم ...

ومنه قطعت بعض اصابعه

إن كنتم فاعلين بمشورتي لم يبت القول عليهم بل إنما عرض

عليهم ذلك تأليفا لقلبهم وتوجيها لهم إلى رأيه وحذرا من نسبتهم له إلى التحكم والإفتيات أو إن كنتم فاعلين ما أزمعتم عليه من إزالته من عند أبيه لا محالة ولما كان هذا مظنة لسؤال سائل يقول فما فعلوا بعد ذلك هل قبلوا ذلك منه أو لا أجيب بطريق الإستئناف على وجه أدرج في تضاعيفه قبولهم للّه بما سيجيء من قوله وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب فقيل

﴿ ١٠