|
٤٢ وقال أي يوسف عليه السلام للذي ظن أنه ناج أوثر على صيغة المضارع مبالغة في الدلالة على تحقق النجاة حسبما يفيده قوله تعالى قُضِي الامر الذي فيه تستفتيان وهو السر في إيثار ما عليه النظم الكريم على أن يقال للذي ظنه ناجيا منهما من صاحبيه وإنما ذكر بوصف النجاة تمهيدا لمناط التوصية بالذكر عند الملك وعنوان التقرب المفهوم من التعبير المذكور وإن كان أدخل في ذلك وأدعى إلى تحقيق ما وصاه به لكنه ليس بوصف فارق يدور عليه الامتياز بينه وبين صاحبه المذكور بوصف الهلاك والظان هو يوسف عليه السلام لا صاحبه لأن التوصية المذكورة لا تدور على ظن الناجى بل على ظن يوسف وهو بمعنى اليقين كما في قوله تعالى ظننت أني ملاق حسابيه فالتعبير بالوحى كما ينبىء عنه قوله تعالى قضى الأمر الخ وقيل هو بمعناه والتعبير بالاجتهاد والحكم بقضاء الأمر أيضا اجتهادى اذكرني بما أنا عليه من الحال والصفة عند ربك سيدك وصفنى له بصفتى التى شاهدتها فأنساه الشيطان أي أنسى الشرابي بوسوسته وإلقائه في قلبه أشغالا تعوقه عن الذكر وإلا فالإنساء في الحقيقة للّه عز و جل والفاء للسببية فإن توصيته عليه السلام المتضمنة للإستعانة بغيره سبحانه كانت باعثة لما ذكر عن الإنساء ذكر ربه اي ذكر الشرابي له عليه السلام عند الملك والإضافة لأدنى ملابسة أو ذكر اخبار ربه فلبث أي يوسف عليه السلام بسبب ذلك الإنساء أو القول في السجن بضع سنين البضع ما بين الثلاث إلى التسع من البضع وهو القطع وأكثر الأقاويل إنه لبث فيه سبع سنين وروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رحم اللّه أخي يوسف لو لم يقل اذكرني عند ربك لما لبث في السجن سبعا بعد الخمس والاستعانة بالعباد وإن كانت مرخصة لكن اللائق بمناصب الأنبياء عليهم السلام الأخذ بالعزائم |
﴿ ٤٢ ﴾