|
١٧ وكم أهلكنا أي وكثيرا ما أهلكنا من القرون بيان لكم وتمييز له والقرن مدة من الزمان يخترم فيها القوم وهي عشرون أو ثلاثون أو أربعون أو ثمانون أو مائة وقد أيد ذلك بأنه عليه الصلاة و السلام دعا لرجل فقال عش قرنا فعاش مائة سنة أو مائة وعشرون من بعد نوح من بعد زمنه عليه الصلاة و السلام كعاد وثمود ومن بعدهم ممن قصت أحوالهم في القرآن العظيم ومن لم تقص وعدم نظم قومه عليه الصلاة و السلام في تلك القرون المهلكة لظهور أمرهم على أن ذكره عليه الصلاة و السلام رمز إلى ذكرهم وكفى بربك أي كفى ربك بذنوب عباه خبيرا بصيرا يحيط بظواهرها وبواطنها فيعاقب عليها وتقديم الخبير لتقدم متعلقة من الاعتقادات والنيات التي هي مبادئ الأعمال الظاهرة أو لعمومه حيث يتعلق بغير المبصرات أيضا وفيه إشارة إلى أن البعث والأمر وما يتلوهما من فسقهم ليس لتحصيل العلم بما صدر عنهم من الذنوب فإن ذلك حاصل قبل ذلك وإنما هو لقطع الأعذار وإلزام الحجة من كل وجه |
﴿ ١٧ ﴾