|
١٩ وله من في السموات والأرض استئناف مقرر لما قبله من خلقه تعالى لجميع مخلوقاته على حكمة بالغة ونظام كامل وأنه تعالى يحق الحق ويزهق الباطل أي له تعالى خاصة جميع المخلوقات خلقا وملكا وتدبيرا وتصرفا وإحياء وأماتة وتعذيبا وإثابة من غير أن يكون لأحد في ذلك دخل ما استقلالا أو استتباعا ومن عنده وهم الملائكة عليهم السلام عبر عنهم بذلك إثر ما عبر عنهم بمن في السموات تنزيلالهم لكرامتهم عليه عزوعلا وزلفاهم عنده منزلة المقربين عند الملوك بطريق التمثيل وهو مبتدأ خبره لا يستكبرون عن عبادته أي لا يتعظمون عنها ولا يعدون أنفسهم كبيرا ولا يستحسرون ولا يكلون ولا يعبون وصيغة الاستفعال المنبئة عن المبالغة في الحسور للتنبيه على أن عباداتهم بثقلها ودوأمها حقيقة بان يستحسر منها ومع ذلك لا يستحسرون لا لإفادة نفى المبالغة في الحسور مع ثبوت أصله في الجملة كا أن نفى الظلامية في قوله تعالى وما أنا بظلام للعبيد لإفادة كثرة الظلم المفروض تعلقه بالعبيد لا لإفادة نفى المبالغة في الظلم مع ثبوت أصل الظلم في الجملة وقيل من عنده معطوف على من الأولى وإفرادهم بالذكر مع دخولهم في من في السموات والأرض للتعظيم كما في قوله تعالى وجبريل وميكال فقوله تعالى لا يستكبرون حينئذ حال من الثانية |
﴿ ١٩ ﴾