|
٩ انظر كيف ضربوا لك الأمثال استعظام للأباطيل التي اجترءوا على التفوه بها وتجيب منها أي انظر كيف قالوا في حقك تلك الأقاويل العجيبة الخارجة عن العقول الجارية لغرابتها مجرى الأمثال واخترعوا لك تلك الصفات والأحوال الشاذة البعيدة من الوقوع فضولا أي عن طريق المحاجة حيث لم يأتوا بشيء يمكن صدوره عمن له أدنى عقل وتمييز فبقوا متحيرين فلا يستطيعون سبيلا إلى القدح في نبوتك بأن يجدوا قولا يستقرون عليه وإن كان باطلا في نفسه أو فضلوا عن الحق ضلالا مبينا فلا يحدون طريقا موصلا إليه فإن من اعتاد استعمال أمثال هذه الأباطيل لا يكاد يهتدي إلى استعمال المقدمات الحقة تبارك الذي أي تكاثر وتزايد خيرالذي إن شاء جعل لك في الدنيا عاجلا شيئا خيرا لك من ذلك الذي اقترحوه من أن يكون لك جنة تأكل منها بأن يعجل لك مثل ما وعدك في الآخرة وقوله تعالى جنات تجري من تحتها الأنهار بدل من خيرا ومحقق لخيرته مما قالوا لأن ذلك كان مطلقا عن قيد التعدد وجريان الأنهار ويجعل لك قصورا عطف على محل الجزاء الذي هو جعل وقرئ بالرفع عطفا على نفسه لأن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جزائه الرفع والجزم كما في قول القائل ... وإن أتاه خليل يوم مسئلة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم ... ويجوز أن يكون استئنافا بوعد ما يكون له في الآخرة وقرئ بالنصب على أنه جواب بالواو وتعليق ذلك بمشيئته تعالى للإيذان بأن عدم جعلها بمشيئته المبنية على الحكم والمصالح وعدم التعرض لجواب الاقتراحين الأولين للتنبيه على خروجهما عن دائرة العقل واستغنائهما عن الجواب لظهور بطلانهما ومنافاتهما للحكمة التشريعية وإنما الذي له وجه في الجملة هو الاقتراح الأخير فإنه غير مناف للحكمة بالكلية فإن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أو توافي الدنيا مع النبوة ملكا عظيما |
﴿ ١٠ ﴾