١٦

لهم فيها ما يشاءون أي ما يشاءونه من فنون الملاذ والمشتهيات وأنواع النعيم كما في قوله تعالى ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولعل كل فريق منهم يقتنع بما أتيح له من درجات النعيم ولا تمتد أعناق هممهم إلى ما فوق ذلك من المراتب العالية فلا يلزم الحرمان ولا تساوي مراتب أهل الجنان

خالدين حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور لاعتماده على المبتدأ

وقيل من فاعل يشاءون

كان أي ما يشاءونه

وقيل الوعد المدلول عليه بقوله تعالى وعد المتقون

على ربك وعدا مسئولا أي موعودا حقيقيا بأن يسأل ويطلب لكونه مما يتنافس فيه المتنافسون أو مسئولا يسأله الناس في دعائهم بقولهم ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أو الملائكة بقولهم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم وما في على من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده تعالى ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز فإن تعلق الإرادة بالموعود متقدم على الوعد الموجب للإنجاز وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره صلى اللّه عليه و سلم من تشريفه والإشعار بأنه صلى اللّه عليه و سلم هو الفائز اثر ذي أثير بمغانم الوعد الكريم ما لا يخفى

﴿ ١٦