٤

إن نشأ الخ استئناف مسوق لتعليل ما يفهم من الكلام من النهى عن التحسر المذكور ببيان أن إيمانهم ليس مما تعلقت به مشيئة اللّه تعالى حتما فلا وجه للطمع فيه والتألم من فواته ومفعول المشيئة محذوف لكونه مضمون الجزاء أعني قوله تعالى

تنزل عليهم من السماء آية أي ملجئة لهم إلى الإيمان قاسرة عليه وتقديم الظرفين على المفعول الصريح لما مر مرارا من الإهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر

فظلت أعناقهم لها خاضعين أي منقادين وأصله فظلوا لها خاضعين فأقتحمت الأعناق لزيادة التقرير ببيان موضع الخضوع وترك الخبر على حاله

وقيل لما وصفت الأعناق بصفات العقلاء أجريت مجراهم في الصيغة أيضا كما في قوله تعالى رأيتهم لي ساجدين

وقيل أريد بها الرؤساء والجماعات من قولهم جاءنا عنق من الناس أي فوج منهم وقرىء خاضعة وقوله تعالى فظلت عطف على تنزل بإعتبار محله وقوله تعالى

﴿ ٤