٢٠

قل سيروا في الارض أمر لإبراهيم عليه السلام أن يقول لهم ذلك أي سيروا فيها

فانظروا كيف بدأ الخلق أي كيف خلقهم ابتداءعلى أطوار مختلفة وطبائع متغايرة وأخلاق شتى فإن ترتيب النظر على السير في الارض مؤذن بتتبع أحوال أصناف الخلق القاطنين في أقطارها

ثم اللّه ينشئ النشأة الاخرة بعد النشأة الاولى التي شاهدتموها والتعبير عن الاعادة التي هي محل النزاع بالنشأة الاخرة المشعرة بكون البدء نشأة أولى للتنبيه على أنهما شأن واحد من شؤون اللّه تعالى حقيقة واسما من حيث إن كلامنهما اختراع وإخراج من العدم الى الوجود ولا فرق بينهما إلا بالاولية والاخرية وقرئ النشأءة بالمد وهما لغتان كالرأفة والرآفة ومحلها النصب على انها مصدر مؤكد لينشئ بحذف الزوائد والأصل الإنشاءة أو بحذف العامل أي ينشئ فينشأون النشأة الاخرة كما في قوله تعالى وأنبتها نباتا حسنا والجملة معطوفة على جملة سيروا في الارض داخلة معها في حيز القول وإظهار الاسم الجليل وإيقاعه مبتدأ مع إضماره في بدأ لإبراز مزيد الاعتناء ببيان تحقق الاعادة بالاشارة الى علة الحكم وتكرير الاسناد وقوله تعالى

إن اللّه على كل شئ قدير تعطيل لما قبله بطريق التحقيق فإن من علم قدرته تعالى على جميع الاشياء التي من جملتها الاعادة لا يتصور أن يتردد في قدرته عليها ولا في وقوعها بعد ما أخبر به

﴿ ٢٠