٥٣

ويستعجلونك بالعذاب على طريقة الاستهزاء بقولهم متى هذا الوعد وقولهم امطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب ونحو ذلك

ولولا أجل مسمى قد ضربه اللّه تعالى لعذابهم وبينه في اللوح

لجاءهم العذاب المعين لهم حسبما استعجلوا به قيل المراد بالاجل يوم القيامة لما روى انه تعالى وعد رسول اللّه أن لا يعذب قومه بعذاب الاستئصال وأن يؤخر عذابهم الى يوم القيامة

وقيل يوم بدر

وقيل وقت فنائهم بآجالهم وفيه بعد ظاهر لما أنهم ما كانوا يوعدون بفنائهم الطبيعي ولا كانوا يستعجلون به

وليأتينهم جملة مستأنفة مبينة لما اشير اليه في الجملة السابقة من مجئ العذاب عند محل الاجل أي وباللّه لياتينهم العذاب الذي عين لهم عند حلول الاجل

بغته أي فجأة

وهم لا يشعرون أي بإتيانه ولعل المراد بإتيانه كذلك انه لا يأتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والاجابة الى مسئولهم فإن ذلك إتيان برأيهم وشعورهم لا أنه يأتيهم وهم غارون آمنون لا يخطرونه بالبال كدأب بعض العقوبات النازلة على بعض الامم بياتا وهم نائمون أو ضحى وهم يلعبون لما ان إتيان عذاب الاخرة وعذاب يوم بدر ليس من هذا القبيل

﴿ ٥٣