| ٩ ثم سواه أي عدله بتكميل اعضائه في الرحم وتصويرها على ما ينبغي ونفخ فيه من روحه اضافه اليه تعالى تشريفا له وايذانا بأنه خلق عجيب وصنع بديع وان له شأنا له مناسبة الى حضرة الربوبية وان اقصى ما تنتهي اليه العقول البشرية من معرفته هذا القدر الذي يعبر عنه تارة بالاضافة اليه تعالى واخرى بالنسبة الى امره تعالى كما في قوله تعالى قل الروح من امر ربي وجعل لكم السمع والابصار والافئدة الجعل ابداعي واللام متعلقة به والتقديم على المفعول الصريح لما مر مرات من الاهتمام بالمقدم والتشويق الى المؤخر مع ما فيه من نوع طول يخل تقديمه بجزالة النظم الكريم أي خلق لمنفعتكم تلك المشاعر لتعرفوا انها مع كونها في انفسها نعما جليلة لا يقادر قدرها وسائل الى التمتع بسائر النعم الدينية والدنيوية الفائضة عليكم وتشكروها بأن تصرفوا كلا منها الى ما خلق هو له فتدركوا بسمعكم الآيات التنزيلية الناطقة بالتوحيد والبعث وبأبصاركم الآيات التكوينية الشاهدة بهما وتستدلوا بأفئدتكم على حقيقتهما وقوله تعالى قليلا ما تشكرون بيان لكفرهم بتلك النعم بطريق الاعتراض التذييلي على ان القلة بمعنى النفي كما ينبىء عنه ما بعده أي شكرا قليلا او زمانا قليلا تشكرون وفي حكاية احوال الانسان من مبدأ فطرته الى نفخ الروح فيه بطريق الغيبة وحكاية احواله بعد ذلك بطريق الخطاب المنبىء عن استعداده للفهم وصلاحيته له من الجزالة مالا غاية وراءه | 
﴿ ٩ ﴾