١٥

إنما يؤمن بآياتنا استئناف مسوق لتقرير عدم استحقاقهم لإيتاء الهدى والاشعار بعدم إيمانهم لو أوتوه بتعيين من يستحقه بطريق القصر كأنه قيل إنكم لا تؤمنون بآياتنا ولا تعملون بموجبها عملا صالحا ولو رجعناكم الى الدنيا كما تدعون حسبما ينطق به قوله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنما يؤمن بها

الذين إذا ذكروا بها أي وعظوا

خروا سجدا آثر ذى اثير من غير تردد ولا تلعثم فضلا عن التسويف الى معاينة ما نطقت به من الوعد والوعيد أي سقطوا على وجوههم

وسبحوا بحمد ربهم أي ونزهوه عند ذلك عن كل ما لا يليق به من الأمور التي من جملتها العجز عن البعث ملتبسين بحمده تعالى على نعمائه التي اجلها الهداية بإيتاء الآيات والتوفيق للاهتداء بها والتعرض لعنوان الربوبية بطريق الالتفات مع الاضافة الى ضميرهم للإشعار بعلة التسبيح والتحميد وبأنهم يفعلونهما بملاحظة ربوبيته تعالى لهم

وهم لا يستكبرون أي والحال انهم خاضعون له تعالى لا يستكبرون عما فعلوا من الخرور والتسبيح والتحميد

﴿ ١٥