٢٤

قل من يرزقكم من السموات والارض امر بتبكيت المشركين بحملهم على الاقرار بأن آلهتهم لا يملكون مثقال ذرة فيهما وان الرازق هو اللّه تعالى فإنهم لا ينكرونه كما ينطق به قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون اللّه وحيث كانوا يتلعثمون احيانا في الجواب مخافة الالزام قيل له

قل اللّه اذ لا جواب سواء عندهم ايضا

وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين أي وان احد الفريقين من الذين يوحدون المتوحد بالرزق والقدرة الذاتية ويخصونه بالعبادة والذين يشركون به في العبادة الجماد النازل في ادنى المراتب الامكانية لعلى احد الامرين من الهدى والضلال المبين وهذا بعد ما سبق من التقرير البليغ الناطق بتعيين من هو على الهدى ومن هو في الضلال ابلغ من التصريح بذلك لجريانه على سنن الانصاف المسكت للخصم الألد وقرىء وانا او اياكم اما على هدى او في ضلال مبين واختلاف الجارين للايذان بأن الهادي كمن استعلى منارا ينظر الاشياء ويتطلع عليها والضال كأنه منغمس في ظلام لا يرى شيئا او محبوس في مطمورة لا يستطيع الخروج منها

﴿ ٢٤