|
٩ واللّه الذي ارسل الرياح مبتدأ وخبر وقرئ الريح وصيغة المضارع في قوله تعالى فتثير سحابا لحكاية الحال الماضية استحضارا لعلك الصورة البديعة الدالة على كمال القدرة والحكمة ولأن المراد بيان إحداثها لتلك الخاصية ولذلك اسند إليها أو للدلالة على استمرار الإثارة فسقناه الى بلد ميت وقرئ بالتخفيف فأحيينا به الارض أي بالمطر النازل منه المدلول عليه بالسحاب فإن بينهما تلازما في الذهن كما في الخارج أو بالسحاب فإنه سبب السبب بعد موتها أي يبسها وإيراد الفعلين على صيغة الماضي للدلالة على التحقق وإسنادهما الى نون العظمة المنبئ عن اختصاصهما به تعالى لما فيهما من مزيد الصنع ولتكميل المماثلة بين إحياء الأرض وبين البعث الذي شبه به بقوله تعالى كذلك النشور في كمال الاختصاص بالقدرة الربانية والكاف في حيز الرفع على الخبرية أي مثل ذلك الإحياء الذي تشاهدونه إحياء الأموات في صحة المقدورية وسهولة التأتى من غير تفاوت بينهما أصلا سوى الألف في الأول دون الثاني وقيل في كيفية الإحياء يرسل اللّه تعالى من تحت العرش ماء فينبت منه أجساد الخلق |
﴿ ٩ ﴾