|
١٥ فاعبدوا ما شئتم ان تعبدوه من دونه تعالى وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم مالا يخفي كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه امروا به كي يحل بهم العقاب قل ان الخاسرين أي الكاملين في الخسران الذي هو عبارة عن اضاعة ما يهمه واتلاف مالا بد منه الذين خسروا انفسهم واهليهم باختيارهم الكفر لهما أي اضاعوهما وأتلفوهما يوم القيامة حين يدخلون النار حيث عرضوهما للعذاب السرمدي واوقعوهما في هلكة لا هلكة وراءها وقيل خسروا اهليهم لانهم ان كانوا من اهل النار فقد خسروهم كما خسروا انفسهم وان كانوا من اهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابا لا اياب بعده وفيه ان المحذور ذهاب مالو آب لانتفع به الخاسر وذلك غير متصور في الشق الاخير وقيل خسروهم لانهم لم يدخلوا مدخل الذين لهم في اهل الجنة وخسروا اهليهم الذين كانوا يتمتعون بهم لو آمنوا وأيا ما كان فليس المراد مجرد تعريف الكاملين في الخسران بما نذكر بل بيان انهم هم إما نجعل الموصول عبارة عنهم او عما هم مندرجون فيه اندراجا اوليا وما في قوله تعالى الا ذلك هو الخسران المبين من استئناف الجملة وتصديرها بحرف التنبيه والاشارة بذلك الى بعد منزلة المشار اليه في الشر وتوسيط ضمير الفصل وتعريف الخسران ووصفه بالمبين من الدلالة على كمال هو له وفظاعته وانه لا خسران وراءه مالا يخفي وقوله تعالى |
﴿ ١٥ ﴾