١٩

افمن حق عليه كلمة العذاب افأنت تنفذ من في النار بيان الاحوال أضداد المذكورين على طريقة الاجمال وتسجيل عليهم بحرمان الهداية وهم عبدة الطاغوت ومتبعو خطواتها كما يلوح به التعبير عنهم بمن حق عليه كلمة العذاب فإن المراد بها قوله تعالى لإبليس لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين وقوله تعالى لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم اجمعين واصل الكلام امن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه على انها شرطية دخل عليها الهمزة لانكار مضمونها ثم الفاء لعطفها على جملة مستتبعة لها مقدرة بعد الهمزة ليتعلق الانكار والنفي بمضمونيهما معا أي أأنت مالك امر الناس فمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه ثم كررت الهمزة في الجزاء لتأكيد الانكار وتذكيره لما طال الكلام ثم وضع موضع الضمير من في النار لمزيد تشديد الانكار والاستبعاد والتنبيه على ان المحكوم عليه بالعذاب بمنزلة الواقع في النار وان اجتهاده في دعائهم الى الايمان سعى في انقاذهم من النار ويجوز ان يكون الجزاء محذوفا وقوله تعالى افأنت الخ جملة مستقلة مسوقة لتقرير مضمون الجملة السابقة وتعيين ما حذف منها وتشديد الانكار بتنزيل من استحق العذاب منزلة من دخل النار وتصوير الاجتهاد في دعائه الى الايمان بصورة الانقاذ من النار كأنه قيل اولا افمن حق عليه العذاب فأنت تخلصه منه ثم شدد النكير فقيل افأنت تنقذ من في النار وفيه تلويح بأنه تعالى هو الذي يقدر على الانقاذ لا غيره وحيث كان المراد بمن في النار الذين قيل في حقهم لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل استدرك منهم بقوله تعالى

﴿ ١٩