٦

وكذلك حقت كلمة ربك أي كما وجب وثبت حكمه تعالى وقضاؤه بالتعذيب على أولئك الامم المكذبة المتحزبة على رسلهم المجادلة بالباطل لإدحاض الحق به وجب أيضا

على الذين كفروا أي كفروا بك وتحزبوا عليك وهموا بما لم ينالوا كما ينبئ عنه إضافة اسم الرب إلى ضميره فإن ذلك للاشعار بان وجوب كلمة العذاب عليهم من احكام تربيته التي من جملتها نصرته وتعذيب أعدائه وذلك إنما يتحقق بكون الموصول عبارة عن كفار قومه لا عن الامم المهلكة وقوله تعالى

انهم اصحاب النار في حيز النصب بحذف لام التعليل أي لانهم مستحقو اشد العقوبات وأفظعها التي هي عذاب النار وملازموها ابدا لكونهم كفارا معاندين متحزبين على الرسول كدأب من قبلهم من الامم المهلكة فهم لسائر فنون العقوبات اشد استحقاقا واحق استيجابا

وقيل هو في محل الرفع على انه بدل من كلمة ربك والمعنى مثل ذلك

الوجوب وجب على الكفرة المهلكة كونهم من أصحاب النار أي كما وجب إهلاكهم في الدنيا بعذاب الاستئصال كذلك وجب تعذيبهم بعذاب النار في الاخرة ومحل الكاف على التقديرين النصب على انه نعت لمصدر محذوف

﴿ ٦