٩

قل ائنكم لتفكرون إنكار وتشنيع لكفرهم وإن واللام إنا لتأكيد الإنكار وتقديم الهمزة لاقتضائها الصدارة لا لإنكار التأكيد

وأما للإشعار بأن كفرهم من البعد بحيث ينكر العقلاء وقوعه فيحتاج الى التأكيد وإنما علق كفرهم بالموصول حيث قيل

 بالذي خلق الأرض في يومين لتفخيم شأنه تعالى واستعظام كفرهم به أي بالعظيم الشأن الذى قدر وجودها أي حكم بأنها ستوجد في مقدار يومين أو في نوبتين على أن ما يوجد في كل نوبة بأسرع ما يكون وإلا فاليوم الحقيقي إنما يتحقق بعد وجودها وتسوية السموات وإبداع نيراتها وترتيب حركاتها وتجعلون له أندادا عطف على تكفرون داخل في حكم الإنكار والتوبيخ وجمع الأنداد باعتبار ما هو الواقع لا بأن يكون مدار الإنكار هو التعدد أي

 وتجلعون له أندادا والحال أنه لا يمكن أن يكون له ند واحد ذلك إشارة الى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته في العظمة وإفراد الكاف لما مر مرار من ان المراد ليس تعيين المخاطبين وهو مبتدأ خبره ما بعده أي ذلك العظيم الشأن الذي فعل ما

ذكر رب العالمين أي خالق جميع الموجودات ومربيها دون الأرض خاصة فكيف يتصور أن يكون أخس مخلوقاته ندا له وقوله تعالى

﴿ ٩