|
١٤ إذ جاءتهم الرسل حال من صاعقة عاد ولا سداد لجعله ظرفا لأنذرتكم أو صفة لصاعقة لفساد المعنى وأما جعله صفة لصاعقة عاد أي الكائنة إذ جاءتهم ففيه حذف الموصول مع بعض صلته من بين أيديهم ومن خلفهم متعلق بجاءتهم أي من جميع جوانبهم واجتهدوا بهم من كل جهة أو من جهة الزمان الماضي بالإنذار عما جرى فيه على الكفار ومن جهة المستقبل بالتحذير عما سيحيق بهم من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة وقيل المعنى جاءتهم الرسل المتقدمون والمتأخرون على تنزيل مجىء كلامهم ودعوتهم الى الحق منزلة مجىء أنفسهم فإن هودا وصالحا كانا داعيين لهم الى الإيمان بهما وبجميع الرسل ممن جاء من بين أيديهم أي من قبلهم وممن يجىء من خلفهم أي من بعدهم فكان الرسل قد جاءوهم وخاطبوهم بقوله تعالى أن لا تعبدوا إلا اللّه أي بأن لا تعبدوا على أن أن مصدرية أو أي لا تعبدوا على أنها مفسرة قالوا لو شاء ربنا إرسال الرسل لا إنزال الملائكة قيل فإنه عن إفادة ما أرداوه من نفي رسالة البشر وقد مر فيما سلف لأنزل ملائكة أي لأرسلهم لكن لما كان إرسالهم بطريق الإنزال قبل لأنزل فإنا بما أرسلتم به أي على زعمكم وفيه ضرب تهكم بهم كافرون للما أنكم بشر مثلنا من غير فضل لكم علينا روى أن أبا جهل قال في ملأ من قريش قد التبس علينا أمر محمد فلو التمستم لنا رجل عالما بالشعر والكهانة والسحر فكلمه ثم اتانا ببيان من أمره فقال عتبة بن ربيعة واللّه لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر فكلمه ثم أتانا بيان من أمره فقال عتبة بن ربيعة واللّه لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر علمت من وعلمت من ذلك علما وما يخفى على فأتاه فقال أنت يا محمد خيرا أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب أنت خير أم عبد اللّه فبم تشتم آلهتنا وتضللنا فإن كنت تريد الرياسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسا وإن تك بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختارهن أي بنات قريش شئت وإنا كان بك المال جمعنا لك ما تستغنى ورسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساكت فلما فرغ عتبة قال صلى اللّه عليه و سلم بسم اللّه الرحمن الرحيم حم الى قوله تعلى مثل صاعغقة عاد وثمود فأمسك عتبة على فيه صلى اللّه عليه و سلم ونأشده بالرحم ورجع الىأهله ولم يخرج الى قريش فلما احتبس عنهم قالوا ما نرى عبتة إلا قد صبأ فانطلقوا إليه وقالوا يا عبت ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت فغضب ثم قال واللّه لقد كلمته فأجابني بشيء واللّه ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر ولما بلغ صاعقة عاد وثمود أمسكت بفيه وناشدته بالرحم أن يكف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب |
﴿ ١٤ ﴾