٩

قل ما كنت بدعا من الرسل البدع بمعنى البديع كالخل بمعنى الخليل وهو ما لا مثل له وقرئ بفتح الدال على أنه صفة كقيم وزيم أو جمع مقدر مضاف أى ذا بدع وقد جوز ذلك فى القراءة الأولى أيضا على أنه مصدر كانوا يقترحون عليه الصلاة و السلام آيات عجيبة ويسألونه عن المغيبات عنادا ومكابرة فأمر عليه السلام بأن يقول لهم ما كنت بديعا من الرسل قادرا على ما لم يقدروا حتى آتيكم بكل ما تقترحونه وأخبركم بكل ما تسلون عنه من الغيوب فإن من قبلى من الرسل عليهم الصلاة والسلام والسلام ما كانوا يأتون إلا بما آتاهم اللّه تعالى من الآيات ولا يخبرونهم إلا بما أوحى إليهم

وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم أى أى شئ يصيبنا فيما يستقبل من الزمان من أفعاله تعالى وماذا يقدر لنا من القضاياه وعن الحسن رضى اللّه عنه ما أدرى ما يصير إليه أمرى وأمركم فى الدنيا وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ما يفعل بى ولا بكم فى الآخرة وقال هى منسوخة بقوله تعالى ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر

وقيل يجوز أن يكون المنفى هى الدراية المفصلة والأظهر الأوفق لما ذكر من سبب النزول أن ما عبارةعما ليس علمه من وظائف النبوةمن الحوادث والواقعات الدنيوية دون ما سيقع فى الآخرة فإن العلم بذلك من وظائف النبوة وقد ورد به الوحى الناطق بتفاصيل ما يفعل بالجانبين هذا وقد روى عن الكلبى أن أصحاب النبى صلى اللّه عليه و سلم قالوا له عليه السلام وقد ضجروا من أذية المشركين حتى متى نكون على هذا فقال ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم أأترك بمكة أم أومر بالخروج إلى أرض ذات نخيل وشجر قد رفعت لى ورأيتها يعنى فى منامه وجوز أن تكون ما موصولة والاستفهامية أقضى لحق مقام التبرؤ عن الدراية وتكرير لا لتذكير النفى المنسحب إليه وتأكيده وقرئ ما يفعل على اسناد الفعل إلى ضميره تعالى

إن أتبع إلا ما يوحى إلى أى ما أفعل إلا اتباع ما يوحى إلى على معنى قصر أفعاله عليه الصلاة و السلام على اتباع الوحى لاقصر اتباعه على الوجى كما هو المتسارع إلى الأفهام وقد مر تحقيقه فى سورة الأنعام وقرئ يوحى على البناء للفاعل وهو جواب عن اقتراحهم الإخبار عما لم يوح إليه عليه السلام من الغيوب

وقيل عن استعجال المسلمين أن يتخلصوا عن أذية المشركين والأول هو الأوفق لقوله تعالى

وما أنا إلا نذير أنذركم عقاب اللّه تعالى حسبما يوحى إلى

مبين بين الإنذار بالمعجزات الباهرة

﴿ ٩