١١

رزقا للعباد أى لنرزقهم علة لقوله تعالى فأنبتنا وفي تعليله بذلك بعد تعليل أنبتنا الأول بالتبصرة والتذكير تنبيه على أن الواجب على العبد أن يكون انتفاعه بذلك من حيث التذكر والاستبصارأهم وأقدم من تمتعه به من حيث الرزق

وقيل رزقا مصدر من معنى أنبتنا لأن الإنبات رزق

وأحيينا به أى بذلك الماء

بلدة ميتا أرضا جدبه لا نماء فيها أصلا بأن جلعناها بحيث ربت وأنبتت أنواع النبات والأزهار فصارت تهتز بها بعدما كانت جامدة هامدة وتذكير ميتا لأن البلدة بمعنى البلد والمكان

كذلك الخروج جملة قدم فيها الخبر للقصد الى القصر وذلك إشارو الى الحياة المستفادة من الإحياء وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد رتبتها أى مثل تلك الحياة البديعة حياتكم بالبعث من القبور لا شيء مخالف لها وفي التعبير عن إخراج النبات من الأرض بالأحياء وعن حياة الموتى بالخروج تفخيم لشأن الإنبات وتهوين لأمر البعث وتحقيق للمماثلة بين إخراج النبات وإحياء الموتى لتوضيح منهاج القياس وتقريبه الى أفهام الناس وقوله تعالى

﴿ ١١