١٩

والذين آمنوا باللّه ورسوله كافة وقد مر بيان كيفية الإيمان بهم في خاتمة سورة البقرة

أولئك إشارة الى الموصول الذى هو مبتدأ وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه قد مر سره مرارا وهو مبتدا ثان وقوله تعالى

هم مبتدأ ثالث خبره

الصديقون والشهداء وهو مع خبره خبر للثاني وهو مع خبره خبر للأول أو هم ضمير الفصل وما بعده خبر لأولئك والجملة خبر للموصول أى أولئك

عند ربهم بمنزلة الصديقين والشهداء المشهورين بعلو الرتبة ورفعة المحل وهم الذين سبقوا الى التصديق واستشهدوا في سبيل اللّه تعالى أو هم المبالغون في الصدق حيث آمنوا وصدقوا جميع أخباره تعالى ورسله والقائمون بالشهادة للّه تعالى بالوحدانية ولهم بالإيمان أو على الأمم يوم القيامة وقوله تعالى

لهم أجرهم ونورهم بيان لثمرات ما وصفوا به من نعوت الكمال على أنه جملة من مبتدأ وخبر محلها الرفع على أنه خبر ثان للموصول أو الخبر هو الجار وما بعده مرتفع به على الفاعلية والضمير الأول على الوجه الأول للموصول والأخيران للصديقين والشهداء أى مثل أجرهم ونورهم المعروفين بغاية الكمال وعزة المنال وقد حذف أداة التشبيه تنبيها على قوة المماثلة وبلوغها حد الاتحاد كما فعل ذلك حيث قيل هم الصديقون والشهداء وليست المماثلة بين ما للفريق الأول من الأجر والنور وبين تمام ما للأول من الأصل والأضعاف وبين ما للأخيرين من الأصل بدون الأضعاف

وأما على الوجه الثاني فمرجع الكل واحد والمعنى لهم الأجر والنور الموعودان لهم أجرهم الخ

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك الموصوفون بتلك الصفة القبيحة

أصحاب الجحيم بحيث لا يفارقونها أبدا

﴿ ١٩