٢٠اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد بعدما بين حال الفريقين في الآخرة شرح حال الحياة الدنيا التي اطمأن بها الفريق الثاني واشير الى أنها من محقرات الأمور التي لا يركن إليها العقلاء فضلا عن الاطمئنان بها وأنها مع ذلك سريعة الزوال وشيكة الاضمحلال حيث قيل كمثل غيث أعجب الكفار أى الحراث نباته أى النبات الحاصل به ثم يهيج أى يجف بعد خضرته ونضارته فتراه مصفرا بعد ما رأيته ناضرا مونقا وقرىء مصفارا وإنما لم يقل فيصفر إيذانا بأن اصفراره مقارن لجفافه وإنما المترتب عليه رؤيته كذلك ثم يكون حطاما هشيما متكسرا ومحل الكاف قيل النصب على الحالية من الضمير في لعب لأنه في معنى الوصف وقيل الرفع على انه خبر بعد خبر للحياة الدنيا بتقدير المضاف أى مثل الحياة الدنيا كمثل الخ وبعد ما بين حقارة أمر الدنيا تزهيدا فيها وتنفيرا عن العكوف عليها اشير الى فخامة شأن الآخرة وعظم ما فيها من اللذات والآلام ترغيبا في تحصيل نعيمها المقيم وتحذيرا من عذابها الأليم وقد ذكر العذاب فقيل وفي الآخرة عذاب شديد لأنه من نتائج الانهماك فيما فصل من أحوال الحياة الدنيا ومغفرة عظيمة من اللّه ورضوان عظيم لا يقادر قدره وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أى لمن اطمأن بها ولم يجعلها ذريعة الى الآخرة عن سعيد بن جبير الدنيا متاع الغرور إن الهتك عن طلب الآخرة فاما إذا دعتك الى طلب رضوان اللّه تعالى فنعم المتاع ونعم الوسيلة |
﴿ ٢٠ ﴾