٢

اتخذوا أيمانهم الفاجرة التي من جملتها ما حكى عنهم

جنة أى وقاية عما يتوجه إليهم من مؤاخذة بالقتل والسبى أو غير ذلك واتخاذها جنة عبارة عن أعدادهم وتهيئتهم لها الى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويتخلصوا عن المؤاخذة لا عن استعمالها بالفعل فإن ذلك متأخر عن المؤاخذة المسبوقة بوقوع الجناية واتخاذ الجنة لا بد أن يكون قبل المؤاخذة وعن سببها أيضا كما يفصح عنه الفاء في قوله تعالى

فصدوا عن سبيل اللّه أى فصدوا من أراد الدخول في الإسلام بأنه عليه الصلاة و السلام ليس برسول ومن أراد الإنفاق في سبيل اللّه بالنهى عنه كما سيحكى عنهم ولا ريب في أن هذا الصد منهم متقدم على حلفهم بالفعل وقرىء إيمانهم أى ما ظهوره على ألسنتهم فاتخاذه جنة عبارة عن استعماله بالفعل فإنه وقاية دون دمائهم وأموالهم فمعنى قوله تعالى فصدوا حينئذ فاستمروا على ما كانوا عليه من الصد والإعراض عن سبيله تعالى

إنهم ساء ما كانوا يعملون من النفاق والصد وفي ساء معنى التعجب وتعظيم أمرهم عند السامعين

﴿ ٢