١٩فقتل كيف قدر تعجيب من تقديره واصابته فيه الغرض الذي كان ينتحيه قريش قاتلهم اللّه أو ثناء عليه بطريق الاستهزاء به أو حكاية لما كرروه من قولهم قتل كيف قدر تهكما بهم وباعجابهم بتقديره واستعظامهم لقوله ومعنى قولهم قتله اللّه ما اشجعه أو اخزاه اللّه ما اشعره الاشعار بأنه قد بلغ من الشجاعة والشعر مبلغا حقيقيا بأن يدعو عليه حاسده بذلك روي ان الوليد قال لبني مخزوم واللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق وانه يعلو وما يعلي فقالت قريش صبأ واللّه الوليد واللّه لتصبأن قريش كلهم فقال ابن اخيه ابو جهل انا اكفيكموه فقعد عنده حزينا وكلمه بما احماه فقام فأتاهم فقال تزعمون ان محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه يتكهن وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب فقالوا في كل ذلك اللّهم لا ثم قالوا فما هو ففكر فقال ما هو الا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما الذي يقوله الا سحر يأثره عن أهل بابل فارتج النادي فرحا وتفرقوا معجبين بقوله متعجبين منه |
﴿ ١٩ ﴾