ÓõæÑóÉõ ÇáúÅöäúÓóÇäö ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ÅöÍúÏóì æóËóáÇóËõæäó ÂíóÉð

سورة الإنسان

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

هل أتى استفهام تقرير وتقريب فإن هل بمعنى قد والأصل أهل أتى

على الأنسان قبل زمان قريب

حين الدهر أى طائفة محدودة كائنة من الزمن الممتد

لم يكن شيئا مذكورا بل كان شيئا منسيا غير مذكور بالإنسانية أصلا كالعنصر والنطفة وغير ذلك والجملة المنفية حال من الإنسان أى غير مذكور أو صفة أخرى لحين على حذف العائد إلى الموصوف أى لم يكن فيه شيئا مذكورا والمراد بالإنسان الجنس فالإظهار في قوله تعالى

٢

إنا خلقنا الإنسان من نطفة لزيادة التقرير أو آدم عليه السلام وهو المروى عن ابن عباس وقتادة والثورى وعكرمة والشعبى قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه مرت به أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح وهو ملقى بين مكة والطائف وفي رواية الضحاك عنه أنه خلق من طين فأقام أربعين سنة ثم من حمأ مسنون فأقام أربعين سنة ثم من صلصال فاقأم أربعين سنة فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة ثم نفخ فيه الروح وحكى الماوردى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن الحين المذكور ههنا هو الزمن الطويل الممتد الذي لايعرف مقداره فيكون الأول إشارة إلى خلقه عليه الصلاة و السلام وهذا بيانا لخلق بنية أمشاج أخلاط حمع مشج أو مشيج من مشجت الشيء إذا خلقته وصف النطفة به لما أن المراد بها مجموع الماءين ولكل منهما أوصاف مختلفة من اللون والرقة والغلظ وخواص متباينة فإن ماء الرجل أبيض غليظ فيه قوة العقد وماء المرأة أصفر رقيق فيه قوة الأنعقاد يخلق منهما الولد فما كان م من عصب وعظم وقوة فمن ماء الرجل وما كان من لحم ودم وشعر فمن ماء المرأة قال القرطبي وقد روى هذا مرفوعا

وقيل مفرد كأعشار وأكياش

وقيل أمشاج الوان وأطوار فإن النطفة تصير علقة ثم مضغة إلى تمام الخلقة وقوله تعالى

نبتليه حال من فاعل خلقنا أى مريدين ابتلاءه بالتكليف فيما سيأتى أو ناقلين له من حال إلى حال على طريقة الأستعارة كما روى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما نصرفه في بطن أمه نطفة ثم علقة إلى آخره

فجعلناه سميعا بصيرا ليتمكن من استماع الآيات التنزيلية ومشاهدة الآيات التكوينية فهو كالمسبب عن الابتداء فلذلك عطف على الخلق المقيد به بالفاء ورتب عليه قوله تعالى

٣

إنا اهديناه السبيل بإنزال الآيات ونصب الدلائل

أما شاكرا وإما كفورا حالان من مفعول هدينا اى مكناه وأقدرناه على سلوك الطريق الموصل إلى البغية في حالتيه جميعا و أما للتفصيل أو التقسيم أى هديناه إلى ما يوصل إليها في حاليه جميعا أو مقسوما إليهما بعضهم شاكر بالاهتداء والأخذ فيه وبعضهم كفور بالإعراض عنه

وقيل من السبيل أى عرفناه السبيل أما سبيلا شاكرا أو كفورا على وصف السبيل بوصف سالكه مجازا وقرئ أما بالفتح على حذف الجواب أى أم ا شاكرا فتوفيقنا وأما كفورا فبسوء اختياره لا بمجرد وإجبارنا من غير اختيار من قبله وإيراد الكفور لمراعاة الفواصل والإشعار بأن الأنسان قلما يخلو من كفران ما وإنما المؤاخذ عليه الكفر المفرط

٤

إنا أعتدنا للكافرين من أفراد الإنسان الذي هديناه السبيل

سلاسل بها يقادون

وأغلالا بها يقيدون

وسعيرا بها يحرقون وتقديم وعيدهم مع تأخرهم للجمع بينهما في الذكر كما في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين أسودت وجوههم الآية ولأن الإنذار أهم وأنفع وتصدير الكلام وختمة بذكر المؤمنين أحسن على أن في وصفهم تفصيلا ربما يخل تقديمه بتجاوب أطراف النظم الكريم وقرئ سلاسلا للتناسب

٥

إن الأبرار شروع في بيان حسن حال الشاكرين إثر بيان سوء حال الكافرين وإيراداهم بعنوان البر للإشعار بما استحقوا به ما نالوه من الكرامة السنية والأبرار جمع بر أو بار كرب وأرباب وشاهد وأشهاد قيل هو من يبر خالقه أى يطيعه

وقيل من يمتثل بأمره تعالى

وقيل من يؤدى حق اللّه تعالى ويوفى بالنذر وعن الحسن البر من لايؤذى الذر

يشربون من كأس هى الزجاجة إذا كانت فيها خمر وتطلق على نفس الخمر ايضا فمن على الأول ابتدائية وعلى الثاني تبيعضية أو بيانية

كان مزاجها أى ما تمزج به

كافورا اى ماء وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده والجملة صفة كأس وقوله تعالى

٦

عينا بدل من كافورا وعن قتادة تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك

وقيل تخلق لهم رائحة الكافور وبياضه وبرده فكأنها مزجت بالكافور فعينا على هذين القولين بدل من محل من كأس على تقدير مضاف أى يشربون خمرا خمر عين أو نصب على الاختصاص وقوله تعالى

يشرب بها عباد اللّه صفة عينا أى يشربون بها الخمر لكونها ممزوجة بها

وقيل ضمن يشرب معنى يلتذ

وقيل الياء بمعنى من

وقيل زائدة ويعضده قراءة ابن أبي عبلة يشربها عباد اللّه

وقيل الضمير للكأس والمعنى يشربون العين بتلك الكأس

يفجرونها تفجيرا أي يجرونها حيثما شاؤا من منازلهم اجراء سهلالا يمتنع عليهم بل يجرى جريا بقوة واندفاع والجملة صفة أخرى لعينا وقوله تعالى

٧

يوفون بالنذر استئناف مسوق لبيان ما لأجله رزقوا ما ذكر من النعيم مشتمل على نوع تفصيل لما ينبئ عنه اسم الأبرار إجمالا كأنه قيل ماذا يفعلون حتى ينالوا تلك الرتبة العالية فقيل يوفون بما أوجبوه على أنفسهم فكيف بما أوجبه اللّه تعالى عليهم

ويخافون يوما كان شره عذابه

مستطيرا فاشيا منتشرا في الأقطار غاية الأنتشار من استطار الحريق والفجر وهو أبلغ من طار بمنزلة استنفر من نفر

٨

ويطعمون الطعام على حبه اى كأثنين على حب الطعام والحاجة إليه كما في قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون أو على حب الإطعام بأن يكون ذلك بطيب النفس أو كائنين على حب اللّه تعالى أو إطعاما كائنا على حبه تعالى وهو الأنسب لما سيأتي من قوله تعالى لوجه اللّه

مسكينا ويتيما وأسيرا أي أسير فإنه كان عليه الصلاة و السلام يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول أحسن إليه أو أسيرا مؤمنا فيدخل فيه المملوك والمسجون وقد سمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الغريم أسيرا فقال غريمك أسيرك فأحسن إلى أسيرك

٩

إنما نطعمكم لوجه اللّه على إرادة قول وهو في موقع الحال من فاعل يطعمون أي قائلين ذلك بلسان الحال أو بلسان المقال إزاحة لتوهم المن المبطل للصدقة وتوقع المكافأة المنقصة للأجر وعن الصديقة رضي اللّه تعالى عنها أنها كانت تبعث بالصدقة إلى أهل بيت ثم تسأل الرسول ما قالوا فإذا ذكر دعاءهم دعت لهم بمثله ليبقى ثواب الصدقة لها خالصا عندج اللّه تعالى

لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا أي شكرا وهو تقرير وتأكيد لما قبله

١٠

إنا نخاف من ربنا يوما أى عذاب يوم عبوسا يعبس فيه الوجوه أو يشبه الأسد العبوس في الشدة والضراوة

قمطريرا شديد العبوس فلذلك نفعل بكم ما نفعل رجاء أن يقينا ربنا بذلك شره

وقيل وهو تعليل لعدم إرادة الجزاء والشكور أي إنا نخاف عقاب اللّه تعالى إن أردناهما

١١

فوقاهم اللّه شر ذلك اليوم بسبب خوفهم وتحفظهم عنه

ولقاهم نضرة وسرورا أى أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب

١٢

وجزاهم بما صبروا بصبرهم على مشاق الطاعات ومهاجرة هوى النفس في اجتناب المحرمات وإيثار الأموال

جنة بستانا يأكلون منه ما شاؤا

وحريرا يلبسونه ويتزينون به وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن الحسن والحسين رضي اللّه عنهما مرضا فعادهما النبي صلى اللّه عليه و سلم في ناس معه فقالوا لعلى رضي اللّه عنه لو نذرت على ولدك فنذر على وفاطمة رضي اللّه تعالى عنهما وفضة جارية لهما إن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء فاستقرض على رضي اللّه عنه من شمعون الخيبرى ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة رضي اللّه تعالى عنها صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم اللّه تعالى من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين رضي اللّه عنهم فأقبلوا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال عليه الصلاة و السلام ما أشد ما يسؤوني ما أرى بكم وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل عليه السلام وقال خذها يا محمد هناك اللّه تعالى في أهل بيتك فأقرأه السورة

١٣

متكئين فيها على الأرائك حال من هم في جزاهم والعامل فيها جزى

وقيل صفة لجنة من غير إبراز الضمير والأرائك هي السرر في الحجال وقوله تعالى

لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا أما حال ثانية من الضمير أو المستكن في متكئين والمعنى أنه يمر عليهم هواء معتدل لاحار محم ولا بارد مؤذ

وقيل الزمهرير القمر في لغة طيئ والمعنى أن هواءها مضى بذاته لا يحتاج إلى شمس ولا قمر

١٤

ودانية عليهم ظلالها عطف على ما قبلها حال مثلها أو صفة لمحذوف معطوف على جنة واى جنة أخرى دانية عليهم ظلالها على أنهم وعدوا جنتين كما في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان وقرئ دانية بالرفع على أنه خبر لظلاها والجملة في حين الحال والمعنى لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا أو والحال أن ظلالها دانية قالوا معناه أن ظلال أشجار الجنة قريبة من الأبرار مظلة عليهم زيادة في نعيمهم على معنى أنه لوكان هناك شمس مؤذية لكانت أشجارها مظلة عليهم أنه لا شمس ثمة ولا قمر

وذللت قطوفها تذليلا أى سخرت ثمارها لمتناولها وسهل أخذها من الذل وهو ضد الصعوبة والجملة حال من دانية أي تدنو ظلالها عليهم مذللة لهم قطوفها أو معطوفة على دانية عليهم ظلالها ومذللة قطوفها وعلى تقدير رفع دانية فهي جملةى فعلية معطوفة على جملة أسمية

١٥

ويطاف عليهم بآنية من فضة واكواب الكوب الكوز العظيم لا اذن له ولا عروة

كانت قواريرا

١٦

قوارير من فضة أى تكونت جامعة بين صفاء الزجاجة وشغيفها ولين الفضة وبياضها والجملة صفة الأكواب وقرئ بتنوين قوارير الثاني أيضا وقرئا بغير تنوين وقرئ الثاني بالرفع على هى قوارير

قدروها تقديرا صفة لقوارير ومعنى تقديرهم لها أنهم قدروها في أنفسهم وأرادوا أن تكون على مقادير وأشكال معينة موافقة لشهواتهم فجاءت حسبما قدروها أو قدروها بأعمالهم الصالحة فجاءت على حسبها

وقيل الضمير للطائفين بها المدلول عليهم بقوله تعالى ويطاف عليهم فالمعنى قدروا اشرابها على قدر اشتهائهم وقرئ قدروها على البناء للمفعول أى جعلوا قادرين لها كما شاؤا من قدر منقولا من قدرت الشئ

١٧

ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا أى ما يشبه الزنجبيل في الطعم وكان الشراب الممزوج به اطيب ما تستطيبه العرب وألذ ما تستلذ به

١٨

عينا بدل من زنجبيلا

وقيل تمزج كأسهم بالزنجبيل بعينه أو يخلق اللّه تعالى طعم فيها فعينا حينئذ بدل من كاسا كأنه قيل ويسقون فيها كأسا كأس عين أو نصب على الاختصاص

فيها تسمى سلسبيلا لسلاسة إنحدارها في الحلق وسهولة مساغها يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل ولذلك حكم بزيادة الباء والمراد بيان أنها في طعم الزنجبيل وليس فيها لذعة بل نقيض اللذع هو السلاسة

١٩

ويطوف عليهم ولدان مخلدون أى دائمون على ماهم عليه من الطراوة والبهاء

٢٠

إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم وانبثالثهم في مجالسهم ومنازلهم وانعكاس أشعة بعضهم إلى بعض و إذا رأيت

ثم ليس له مفعول ملفوظ ولا مقدر ولا منوى بل معناه أن بصرك أينما وقع في الجنة

رأيت نعيما وملكا كبيرا أى هنيئا واسعا وفي الحديث أدنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألف عام يرى وأقصاه كما يرى أدناه

وقيل لا زوال

وقيل إذا أرادوا شيئا كان

وقيل يسلم عليهم الملائكة ويستأذنون عليهم

٢١

عاليهم ثياب سندس خضر قيل عاليهم ظرف على أنه خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر والجملة صفة اخرى لولدان كأنه قيل يطوف عليهم ولدان فوقهم ثياب الخ

وقيل حال من ضمير عليهم أوحسبتهم أى يطوف عليهم ولدان عاليا للمطوف عليهم ثياب ألخ أو حسبتهم لؤلؤا منثورا عاليا لهم ثياب الخ وقرئ عاليهم بالرفع على أنه مبتدأ خبره ثياب أى ما يعلوهم من لباسهم ثياب سندس وقرئ خضر بالجر حملا على سندس بالمعنى لكونه اسم جنس

وإستبرق بالرفع عطفا على ثياب وقرىء برفع الأول وجر الثاني وقرىء بالعكس وقرىء بجرهما وقرىء واستبرق يوصل الهمزة والفتح على أنه أستفعل من البريق جعل علما لهذا النوع من الثياب

وحلوا أساور من فضة عطف على يطوف عليهم ولا ينافيه قوله تعالى أساور من ذهب لإمكان الجمع والمعاقبة والتبعيض فإن حلى أهل الجنة يختلف حسب اختلاف أعمالهم فلعله تعالى يفيض عليهم جزاء لما عملوه بايديهم حليا وأنوارا تتفاوت تفاوت الذهب والفضة أو حال من ضمير عاليهم بإضمار قد وعلى هذا يجوز أن يكون هذا للخدم وذاك للمخدومين

وسقاهم ربهم شرابا طهورا هو نوع آخر يفوق النوعين السالفين كما يرشد إليه إسناد سقيه إلى رب العالمين ووصفه بالطهورية فإنه يطهر شاربه عن دنس الميل إلى الملاذ الحسية والركون إلى ما سوى الحق فيتجرد لمطالعة جماله ملتذا بلقائه باقيا ببقائه وهي الغاية القاصية من منازل الصديقين ولذلك ختم بها مقالة ثواب الأبرار

٢٢

إن هذا على إضمار القول أى يقال لهم أن هذا الذى كر من فنون الكرامات

كان لكم جزاء بمقابلة أعمالكم الحسنة

وكان سعيكم مشكورا مرضيا مقبولا مقابلا بالثواب

٢٣

إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا أى مفرقا منجما لحكم بالغة مقتضية له لا غيرنا كما يعرب عنه تكرير الضمير مع أن

٢٤

فاصبر لحكم ربك بتأخير نصرك على الكفار فإن له عاقبة حميدة

ولا تطع منهم آثما أو كفورا أى كل واحد من مرتكب الإثم الداعي لك إليه ومن الغالى في الكفر الداعى إليه وأو للدلالة على أنهما سيان في استحقاق العصيان والاستقلال به والتقسيم باعتبار ما يدعونه إليه فإن ترتب النهى على الوصفين مشعر بعليتهما له فلا بد أن يكون النهى عن الإطاعة في الإثم والكفر فيما ليس بإثم ولا كفر

وقيل الآثم عتبة فإنه كان ركابا للمأثم متعاطيات لأنواع الفسوق والكفور والوليد فإنه كان غاليا في الكفر شديد الشكيمة في العتو

٢٥

واذكر اسم رك بكرة وأصيلا وداوم على ذكره في جميع الأوقات اودم على صلاة الفجر والظهر والعصر فإن الأصيل ينتظمهما

٢٦

ومن الليل فاسجد له وبعض الليل فصل له ولعله صلاة المغرب والعشاء وتقديم الظرف لما في صلاة الليل من مزيد كلفة وخلوص

وسبحه ليلا طويلا وتهجد له قطعا من الليل طويلا

ان هؤلاء الكفرة

يحبون العالجة وينهمكنون في لذاتها الفانية

ويذرون وراءهم اي امامهم لا يستعدون أو ينبذون وراء ظهورهم

يوما ثقيلا لا يعبأون به ووصفه بالثقل لتشبيه شدته وهوله بثقل شيء فادح باهظ لحامله بطريق الاستعارة وهو كالتعليل لما أمر به ونهى عنه

٢٨

نحن خلقناهم لا غيرنا

وشددنا أسرهم اي أحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب

واذا شئنا بدلنا امثالهم بعد اهلاكهم

تبديلا بديعا لا ريب فيه هو البعث كما ينبىء عنه كلمة اذا أو بدلنا غيرهم ممن يطيع كقوله تعالى يستبدل قوما غيركم واذ للدلالة على تحقق القدرة وقوة الداعية

٢٩

ان هذه تذكرة اشارة الى السورة أو الآيات القريبة

فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا اي فمن شاء ان يتخذ اليه تعالى سبيلا اي وسيلة توصله الى ثوابه اتخذه اي تقرب اليه بالعمل بما في تضاعيفها وقوله تعالى

٣٠

وما تشاؤن الا أن يشاء اللّه تحقيق للحق ببيان أن مجرد مشيئتهم غير كافية في اتخاذ السبيل كما هو المفهوم من ظاهر الشرطية اي وما تشاؤن اتخاذ السبيل ولا تقدرون على تحصيله في وقت من الأوقات الا وقت مشيئته تعالى تحصيله لكم اذ لا دخل لمشيئة العبد الا في الكسب وانما التأثير والخلق لمشيئة اللّه عز و جل وقرىء يشاؤن بالياء وقرىء الا ما يشاء اللّه وقوله تعالى

ان اللّه كان عليما حكيما بيان لكون مشيئته تعالى مبنية على أساس العلم والحكمة والمعنى أنه تعالى مبالغ في العلم والحكمة فيعلم ما يستأهله كل أحد فلا يشاء لهم الا ما يستدعيه علمه وتقتضيه حكمته وقوله تعالى

٣١

يدخل من يشاء في رحمته بيان لأحكام مشيئته المترتبة على علمه وحكمته أي

٣١

يدخل في رحمته من يشاء ان يدخله فيها وهو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل اليه تعالى حيث يوفقه لما يؤدي الى دخول الجنة من الايمان والطاعة

والظالمين وهم الذين صرفوا مشيئتهم الى خلاف ما ذكر

اعد لهم عذابا أليما اي متناهيا في الايلام قال الزجاج نصب الظالمين لأن ما قبله منصوب اي يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظالمين ويكون أعد لهم تفسيرا لهذا المضمر وقرىء بالرفع على الابتداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم

من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على اللّه تعالى جنة وحريرا

﴿ ٠