٦عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين ولعل تقديم نشر الشرائع ونشر النفوس والفرق على الالقاء للايذان بكونها غاية للالقاء حقيقة بالاعتناء بها أو للاشعار بأن كلا من الأوصاف المذكورة مستقل بالدلالة على استحقاق الطوائف الموصوفة بها التفخيم والاجلال بالاقسام بهن ولوجىء بها على ترتيب الوقوع لربما فهم أن مجموع الالقاء والنشر والفرق هو الموجب لما ذكر من الاستحقاق أو اقسام برياح عذاب ارسلهن فعصفن وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه كقوله تعالى ويجعله كسفا أو بسحائب نشرن الموات ففرقن كل صنف منها عن سائر الأصناف بالشكل واللون وسائر الخواص أو فرقن بين من يشكر اللّه تعالى وبين من يكفر به فألقين ذكرا أما عذرا للمعتذرين الى اللّه تعالى بتوبتهم واستغفارهم عن مشاهدتهم لآثار رحمته تعالى في الغيث ويشكرونها وأما انذارا للذين يكفرونها وينسبونها الى الأنواء واسناد القاء الذكر اليهن لكونهن سببا في حصوله اذا شكرت النعمة فيهن أو كفرت أو اقسام بآيات القرآن المرسلة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعصفن سائر الكتب بالنسخ ونشرن آثار الهدى من مشارق الأرض ومغاربها وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق في أكناف العالمين والعرف أما نقيض النكر وانتصابه على العلة اي ارسلنا للاحسان والمعروف فان ارسال ملائكة العذاب معروف للأنبياء عليهم السلام والمؤمنين أو بمعنى المتابعة من عرف الفرس وانتصابه على الحالية والعذر والنذر مصدران من عذر اذا محا الاساءة ومن أنذر اذا خوف وانتصابهما على البدلية من ذكرا أو على العلية وقرئا بالتثقيل |
﴿ ٦ ﴾