١٨

يوم ينفخ في الصور اي نفخة ثانية بدل من يوم الفصل أو عطف بيان له مفيد لزيادة تفخيمه وتهويله ولا ضير في تأخر الفصل عن النفخ فانه زمان ممتد يقع في مبدئه النفخة وفي بقيته الفصل ومباديه وآثاره والصور هو القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لما فرغ اللّه تعالى من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره الى العرش متى يؤمر به فينفخ فيه نفخة لا يبقى عندها في الحياة غير من شاء اللّه تعالى وذلك قوله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء اللّه ثم يؤمر بأخرى فينفخ نفخه لا يبقى معها ميت الا بعث وقام وذلك قوله تعالى ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون والفاء في قوله تعالى

فتأتون فصيحة تفصح عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها وايذانا بغاية سرعة الاتيان كما في قوله تعالى فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفلق اي فتبعثون من قبوركم فتأتون الى الموقف عقيب ذلك من غير لبث أصلا

افواجا اي أمما كل امة مع امامها كما في قوله تعالى يوم ندعو كل اناس بامامهم أو زمرا وجماعات مختلفة الأحوال متباينة الأوضاع حسب اختلاف اعمالهم وتباينها عن معاذ رضي اللّه عنه أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال صلى اللّه عليه و سلم يا معاذ سألت عن أمر عظيم من الأمور ثم ارسل عينيه وقال تحشر عشرة اصناف من امتي بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون ارجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها وبعضهم عمي وبعضهم صم بكم وبعضهم يمضغون السنتهم فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من افواههم يتقذرهم اهل الجمع وبعضهم مقطعة ايديهم وارجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم اشد نتنا من الجيف وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس

وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت

وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا

وأما العمي فالذين يجورون في الحكم

وأما الصم البكم فالمعجبون بأعمالهم

وأما الذين يمضغون السنتهم فالعلماء الذين خالفت اقوالهم اعمالهم

وأما الذين قطعت ايديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون جيرانهم

وأما المصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس الى السلطان

وأما الذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ومنعوا حق اللّه تعالى في اموالهم

وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء

﴿ ١٨