١٧فمهل الكافرين أي لا تشتغل بالانتقام منهم ولا تدع عليهم بالهلاك اولا تستعجل به والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان الاخبار بتوليه تعالى لكيدهم بالذات مما يوجب امهالهم وترك التصدي لمكايدتهم قطعا وقوله تعالى أمهلهم بدل من مهل وقوله تعالى رويدا أما مصدر مؤكد لمعنى العامل أو نعت لمصدره المحذوف اي أمهلهم امهالا رويدا أي قريبا كما قاله ابن عباس رضي اللّه عنهما أو قليلا كما قاله قتادة قال ابو عبيدة هو في الأصل تصغير رود بالضم وأنشد كأنها ثمل تمشي على رود أي على مهل وقيل تصغيرا رواد مصدرا رود بالترخيم وله في الاستعمال وجهان آخران كونه اسم فعل نحو رويدا زيد وكونه حالا نحو سار القوم رويدا أي متمهلين وفي ايراد البدل بصيغة لا تحتمل التكثير وتقييده برويدا على أحد الوجهين المذكورين من تسلية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وتسكين قلبه مالا يخفى وعنه صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة الطارق أعطاه اللّه تعالى بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات واللّه أعلم |
﴿ ١٧ ﴾