| ٩فذكر ان نفعت الذكرى أي فذكر الناس حسبما يسرناك له بما يوحى اليك واهدهم الى ما في تضاعيفه من الأحكام الشرعية كما كنت تفعله لا بعد ما استتب لك الأمر كما قيل وتقييد التذكير بنفع الذكرى لما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طالما كان يذكرهم ويستفرغ فيه غاية المجهود ويتجاوز في الجد كل حد معهود حرصا على ايمانهم وما كان يزيد ذلك بعضهم الا كفرا وعنادا فأمر عليه الصلاة و السلام بأن يخص التذكير بمواد النفع في الجملة بأن يكون من يذكره كلا أو بعضا ممن يرجى منه التذكر ولا يتعب نفسه في تذكير من لا يورثه التذكير الا عتوا ونفورا من المطبوع على قلوبهم كما في قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقوله تعالى فأعرض عن من تولى عن ذكرنا وقيل هو ذم للمذكرين واخبار عن حالهم واستبعاد لتأثير التذكير فيهم وتسجيل عليهم بالطبع على قلوبهم كقولك للواعظ عظ المكاسين ان سمعوا منك قصدا الى أنه مما لا يكون والأول أنسب لقوله تعالى | 
﴿ ٩ ﴾