٤

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ نزلت سورة النحل بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله‏.‏

وأخرج النحاس من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال‏:‏ سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من أحد‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت{أتى أمر اللّه‏}‏ ذعر أصحاب الرسول، حتى نزلت{فلا تستعجلوه‏}‏ فسكنوا‏.‏

وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن أبي بكر بن حفص قال‏:‏ لما نزلت{أتى أمر اللّه‏}‏ قاموا فنزلت{فلا تستعجلوه‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك، عن ابن عباس ‏{أتى أمر اللّه‏}‏ قال‏:‏ خروج محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال‏:‏ دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل، وجاء رجلان فقرآ خلاف قراءتنا، فأخذت بأيدهما فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت‏:‏ ‏"‏يا رسول اللّه، استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال‏:‏ أصبت‏.‏ ثم استقرأ الآخر فقال‏:‏ أصبت‏.‏ فدخل قلبي أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدري فقال‏:‏ أعاذك اللّه من الشك والشيطان‏.‏ فتصببت عرقا، قال‏:‏ أتاني جبريل فقال‏:‏ اقرأ القرآن على حرف واحد‏.‏ فقلت‏:‏ إن أمتي لا تستطيع ذلك، حتى قال‏:‏ سبع مرات‏.‏ فقال لي‏:‏ اقرأ على سبعة أحرف، بكل ردة رددتها مسألة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه‏}‏ قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض‏:‏ إن هذا يزعم أن أمر اللّه قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا‏:‏ ما نراه نزل‏.‏ فنزلت{اقترب للناس حسابهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ فقالوا‏:‏ إن هذا يزعم مثلها أيضا، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا‏:‏ ما نراه نزل شيء، فنزلت(‏ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏(‏هود:٨‏)‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه، عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد‏:‏ يا أيها الناس، فيقبل الناس بعضهم على بعض‏:‏ هل سمعتم‏؟‏ فمنهم من يقول‏:‏ نعم‏.‏ ومنهم من يشك‏.‏ ثم ينادي الثانية‏:‏ يا أيها الناس، هل سمعتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم‏.‏ ثم ينادي‏:‏ أيها الناس ‏{أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه‏}‏ ‏"‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فوالذي نفسي بيده، إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه، وإن الرجل ليملأ حوضه فما يسقى فيه شيئا، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه‏}‏ قال‏:‏ الأحكام والحدود والفرائض‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ينزل الملائكة بالروح‏}‏ قال‏:‏ بالوحي‏.‏

وأخرج آدم بن أبي أياس وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس قال‏:‏ ‏{الروح‏}‏ أمر من أمر اللّه وخلق من خلق اللّه، وصورهم على صورة بني آدم‏.‏ وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح، ثم تلا ‏(‏يوم يقوم الروح والملائكة صفا‏)‏(‏النبأ:٣٨‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{ينزل الملائكة بالروح من أمره‏}‏ قال‏:‏ إنه لا ينزل ملك إلا ومعه روح كالحفيظ عليه، لا يتكلم ولا يراه ملك ولا شيء مما خلق اللّه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{ينزل الروح من أمره‏}‏ قال‏:‏ بالوحي والرحمة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{ينزل الملائكة بالروح‏}‏ قال‏:‏ بالنبوة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{ينزل الملائكة بالروح‏}‏ قال‏:‏ القرآن‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الربيع بن أنس في قوله‏:‏ ‏{ينزل الملائكة بالروح‏}‏ قال‏:‏ كل شيء تكلم به ربنا فهو روح ‏{من أمره‏}‏ قال‏:‏ بالرحمة والوحي على من يشاء من عباده، فيصطفي منهم رسلا‏.‏ ‏{أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون‏}‏ قال‏:‏ بها بعث اللّه المرسلين أن يوحد اللّه وجده، ويطاع أمره ويجتنب سخطه‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد وابن ماجه والحاكم وصححه، عن يسر بن جحاش قال‏:‏ بصق رسول اللّه في كفه ثم قال‏:‏ ‏"‏يقول اللّه أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك فعدلتك مشيت بين برديك، وللأرض منك وئيد‏.‏ فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت الحلقوم قلت‏:‏ أتصدق وأنى أوان الصدقة‏"‏‏.

﴿ ٤