١٤

أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن علي رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فاخلع نعليك‏}‏ قال‏:‏ كانتا من جلد حمار ميت، فقيل له اخعلهما‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي اللّه عنه قال‏:‏ ما بال خلع النعلين في الصلاة‏؟‏ إنما أمر موسى بخلع نعليه، إنهما كانتا من جلد حمار ميت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن كعب رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فاخلع نعليك‏}‏ قال‏:‏ كان نعلا موسى من جلد حمار ميت، فأراد ربك أن يمسه القدس كله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، الزهري في قوله‏:‏ ‏{‏فاخلع نعليك‏}‏ قال‏:‏ كانتا من جلد حمار أهلي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي اللّه عنه قال‏:‏ كانت نعلا موسى التي قيل له اخعلهما‏:‏ من جلد خنزير‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فاخلع نعليك‏}‏ قال كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة‏.‏

وأخرج الطبراني، عن علقمة، أن ابن مسعود أتى أبا موسى الأشعري منزله، فحضرت الصلاة فقال أبو موسى رضي اللّه عنه‏:‏ - تقدم يا أبا عبد الرحمن، فإنك أقدم سنا وأعلم‏.‏ قال‏:‏ لا‏.‏ بل تقدم أنت، فإنما أتيناك في منزلك، فتقدم أبو موسى رضي اللّه عنه فخلع نعليه، فلما صلى قال له ابن مسعود رضي اللّه عنه‏:‏ - لم خلعت نعليك‏؟‏ أبالواد المقدس أنت‏؟‏ لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي في الخفين والنعلين‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إنك بالواد المقدس‏}‏ قال‏:‏ المبارك ‏{‏طوى‏}‏ قال‏:‏ اسم الوادي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي اللّه عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏بالواد المقدس‏}‏ قال‏:‏ الطاهر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏بالواد المقدس‏}‏ قال‏:‏ واد بلفلسطين قدس مرتين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - في قوله‏:‏ ‏{‏بالواد المقدس طوى‏}‏ يعني الأرض المقدسى، وذلك أنه مر بواديها ليلا فطوي‏.‏ يقال‏:‏ طويت وادي كذا وكذا، والطاوي من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي، وذلك نبي اللّه موسى عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إنك بالواد المقدس‏)‏ قال‏:‏ المبارك‏:‏ ‏{‏طوى‏}‏ قال‏:‏ اسم الوادي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مبشر بن عبيد ‏{‏طوى‏}‏ بغير نون واد بإيلة زعم أنه طوي بالبركة مرتين‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏طوى‏}‏ قال‏:‏ طا الوادي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن أبي نجيح رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏طوى‏}‏ قال طا الأرض حافيا كما تدخل الكعبة حافيا‏.‏ يقول‏:‏ من بركة الوادي، هذا قول سعيد بن جبير‏.‏ قال‏:‏ وكان مجاهد رضي اللّه عنه يقول‏:‏ ‏{‏طوى‏}‏ اسم الوادي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏بالواد المقدس طوى‏}‏ قال‏:‏ واد قدس مرتين واسمه ‏{‏طوى‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {‏طوى‏}‏ برفع الطاء وبنون فيها‏.‏

وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما‏:‏ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مكتوب على باب الجنة‏:‏ إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا لا أعذب من قالها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل، عن أنس رضي اللّه عنه قال‏:‏ خرج عمر متقلدا بالسيف فاقيه رجل من بني زهرة فقال له‏:‏ أين تغدو يا عمر، قال‏:‏ أريد أن أقتل محمدا‏.‏ قال‏:‏ وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة‏؟‏ فقال له عمر‏:‏ ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك‏!‏ قال‏:‏ أفلا أدلك على العجب‏؟‏‏!‏ إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك، فمشى عمرا زائرا حتى أتاهما، وعندهما خباب، فلما سمع خباب بحس عمر، توارى في البيت، فدخل عليهما فقال‏:‏ ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون ‏{‏طه‏}‏ فقالا‏:‏ ما عدا حديثا تحدثنا به‏.‏ قال‏:‏ فلعلكما قد صبأتما‏.‏ فقال له خنته‏:‏ يا عمر، إن كان الحق في غير دينك‏؟‏ فوثب عمر على خنته فوطئه وطأ شديدا‏:‏ فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها‏.‏ فقال عمر‏:‏ أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه، فقالت أخته‏:‏ إنك رجس وإنه ‏(‏لا يمسه إلا المطهرون‏)‏(‏الواقعة: ٧٩‏)‏ فقم فتوضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ {‏طه‏}‏ حتى انتهى إلى ‏{‏أنني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري‏}‏ فقال عمر‏:‏ دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر، خرج من البيت فقال‏:‏ أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لك - ليلة الخميس - ‏"‏اللّهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمر بن هشام‏"‏ فخرج حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال‏:‏ حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام قال‏:‏ قال اللّه عز وجل ‏{‏أني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني‏}‏ ‏"‏من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا اللّه بالإخلاص دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وأقم الصلاة لذكري‏}‏ قال‏:‏ إذا صلى عبد ذكر ربه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن إبراهيم في قوله‏:‏ ‏{‏وأقم الصلاة لذكري‏}‏ قال‏:‏ حين تذكر‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه، عن أنس‏:‏ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها، فإن اللّه قال أقم الصلاة لذكري‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ لما قفل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من خيبر أسري ليلة حتى أدركه الكرى، أناخ فعرس ثم قال‏:‏ ‏"‏يا بلال، أكلأنا الليلة‏"‏ قال‏:‏ فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر، فغلبته عيناه فنام، فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس، وكان أولهم استيقاظا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أي بلال‏"‏ فقال بلال‏:‏ بأبي أنت يا رسول اللّه، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اقتادوا‏"‏ ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث، ثم قال‏:‏ ‏"‏من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن اللّه قال‏:‏ ‏{‏أقم الصلاة لذكري‏}وكان ابن شهاب يقرؤها ‏"‏للذكرى‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عبادة بن الصامت قال‏:‏ سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يتقرب إلى اللّه ويحسن وضوءه ويصلي الصلاة ويستغفر اللّه فلا كفارة لها إلا ذلك‏"‏ إن اللّه يقول‏:‏ ‏{‏أقم الصلاة لذكري‏}‏‏.‏وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سمرة بن يحيى قال‏:‏ نسيت صلاة العتمة حتى أصبحت، فغدوت إلى ابن عباس فأخبرته فقال‏:‏ قم فصلها، ثم قرأ {‏أقم الصلاة لذكري‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ إذا نسيت صلاة فاقضها متى ذكرت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي وإبراهيم في قوله‏:‏ ‏{‏أقم الصلاة لذكري‏}‏‏.‏ قالا‏:‏ صلها إذا ذكرتها وقد نسيتها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن إبراهيم قال‏:‏ من نام عن صلاة أو نسيها، يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها، ثم قرأ {‏أقم الصلاة لذكري‏}‏ قال‏:‏ إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الحديبية فنزلنا دهاسا من الأرض - والدهاس الرمل - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ من يكلؤنا‏؟‏ قال بلال‏:‏ أنا، فناموا حتى طلعت عليهم الشمس، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏افعلوا كما كنتم تفعلون‏"‏ كذلك لمن نام أو نسي‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي جحيفة قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه، حتى طلعت الشمس ثم قال‏:‏ ‏"‏إنكم كنتم أمواتا فرد اللّه إليكم أرواحكم، فمن نام عن الصلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، وإذا استيقظ‏"‏‏.‏

﴿ ١٤