|
١١ وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله {أنظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} قال: مخرجا يخرجهم من الامثال التي ضربوا لك وفي قوله {تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري} قال: حوائط {ويجعل لك قصورا} قال: بيوتا مبينة مشيدة. كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان. وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: لما عير المشركون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالفاقة قالوا {مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق} حزن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لذلك، فنزل جبريل فقال: ان ربك يقرئك السلام ويقول {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق} ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال: هذه مفاتيح خزائن الدنيا، فنظر النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له، فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها، فنودي: أن أرفع بصرك، فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش، وبدت جنات عدن، فرأى منازل الانبياء وعرفهم، واذا منازله فوق منازل الانبياء فقال: رضيت. ويرون ان هذه الآية أنزلها رضوان {تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك}. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال: قيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم: ان شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك، ولا يعطاه أحد بعدك، ولا ينقصك ذلك مما لك عند اللّه شيئا، وإن شئت جمعتها لك في الآخرة قال: اجمعها لي في الآخرة، فأنزل اللّه {تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا}. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى اللّه عليه وسلم إذ قال "هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض. ما نزل إلى الأرض قط قبلها، استأذن ربه في زيارتك، فأذن له، فلم يلبث ان جاء فقال: السلام عليك يا رسول اللّه قال: وعليك السلام قال: ان اللّه يخبرك ان شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء، لم يعط أحد قبلك، ولا يعطيه أحدا بعدك، ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا فقال: لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعا فنزلت {تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك}. |
﴿ ١١ ﴾