٦٥

أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن مسروق قال‏:‏ كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة‏:‏ ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على اللّه الفرية‏.‏ قلت‏:‏ وما هن‏؟‏ قالت‏:‏ من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على اللّه الفرية، قال‏:‏ وكنت متكئا فجلست، فقلت‏:‏ يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي علي ألم يقل اللّه ‏{‏ولقد رآه بالافق المبين‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏ ولقد رآه نزلة أخرى‏}‏ ‏(‏النجم: ١٣‏)‏ فقالت‏:‏ أنا أول هذه الامة سأل عن هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال جبريل‏:‏ لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين السرتين‏.‏ رأيته منهبطا من السماء‏.‏ ساد أعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت‏:‏ أو لم تسمع اللّه عز وجل يقول ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير‏}‏ ‏(‏الأنعام: ١٠٣‏)‏ أو لم تسمع اللّه يقول ‏{‏وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا‏}‏ ‏(‏الشورى: ٥١‏)‏ إلى قوله ‏{‏علي حكيم‏}‏‏.‏ ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب اللّه فقد أعظم على اللّه الفرية، واللّه جل ذكره يقول ‏{‏يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك‏}‏ إلى قوله ‏{‏واللّه يعصمك من الناس‏}‏ ‏(‏المائدة: ٦٧‏)‏ قالت‏:‏ ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على اللّه الفرية، واللّه تعالى يقول ‏{‏قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا اللّه‏}‏‏.‏

﴿ ٦٥