|
٢٧ أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري والترمذي النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "يا طلحة أنت ممن قضى نحبه". وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى وابن المنذر وأبو نعيم وابن مردويه عن عائشة رضي اللّه عنها ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة". وأخرج ابن مردويه من حديث جابر بن عبد اللّه عنه. مثله. وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنها قالت"دخل طلحة بن عبيد اللّه على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا طلحة. أنت ممن قضى نحبه". وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه انهم قالوا: حدثنا عن طلحة قال: ذاك امروء نزل فيه آية من كتاب اللّه {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} طلحة ممن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل. وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه كان يقرأ {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} وآخرون {ما بدلوا تبديلا}. وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما {فمنهم من قضى نحبه} قال: الموت على ما عاهدوا اللّه عليه {ومنهم من ينتظر} على ذلك. وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله {قضى نحبه} قال: أجله الذي قدر له. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول لبيد: ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي اللّه عنه {فمنهم من قضى نحبه} قال: عهده {ومنهم من ينتظر} يوما فيه جهاد، فيقضى نحبه يعني عهده بقتال أو صدق في لقاء. وأخرج أحمد والبخاري وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم"يوم الأحزاب الآن نغزوهم ولا يغزونا". وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال "حبسنا يوم الخندق عن الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، حتى كان بعد العشاء بهك؟؟ كفينا ذلك. فأنزل اللّه {وكفى اللّه المؤمنين القتال وكان اللّه قويا عزيزا} فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بلالا فأقام، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك. وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} (البقرة: ٢٣٩). وأخرج الحاكم وصححه عن عيسى بن طلحة قال: دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أسماء: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك، فجعلت أسماء تشتمها وتقول: أنت خير مني فقالت عائشة رضي اللّه عنها: ألا أقضين بينكما؟ قالت: بلى. قالت: فإن أبا بكر رضي اللّه عنه دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له: "أنت عتيق من النار قالت: فمن يومئذ سمى عتيقا، ثم دخل طلحة رضي اللّه عنه فقال: أنت يا طلحة ممن قضى نحبه". وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد اللّه بن اللّهف عن أبيه رضي اللّه عنه في قوله {فمنهم من قضى نحبه} قال: نذره وقال الشاعر: قضت من يثرب نحبها فاستمرت وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي اللّه عنهما في قوله {فمنهم من قضى نحبه} قال: مات على ما هو عليه من التصديق والإيمان {ومنهم من ينتظر} ذلك {وما بدلوا تبديلا} ولم يغيروا كما غير المنافقون. وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي اللّه عنه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم من قضى نحبه} على الصدق والوفاء {ومنهم من ينتظر} من نفسه الصدق والوفاء {وما بدلوا تبديلا} يقول: ما شكوا ولا ترددوا في دينهم، ولا استبدلوا به غيره {ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم} قال: يميتهم على نفاقهم فيوجب لهم العذاب، أو يتوب عليهم قال: يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم تائبون من النفاق، فيغفر لهم. أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل، فقتلوا حتى أتوا على آخرهم {وتأسرون فريقا} قال: الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبي. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي اللّه عنه في قوله {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم} قال: قريظة، والنضير أهل الكتاب {وأرضا لم تطؤها} قال: خيبر. فتحت بعد قريظة. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله {وأرضا لم تطؤها} قال: كنا نحدث أنها مكة، وقال الحسن رضي اللّه عنه: هي أرض الروم وفارس، وما فتح عليهم. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وأرضا لم تطؤها} قال: يزعمون أنها خيبر، ولا أحسبها إلا كل أرض فتحها اللّه على المسلمين، أو هو فاتحها إلى يوم القيامة. وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال: كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش، ومن تبعه من كنانة، وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان، وطليحة ومن تبعه من بني أسد، وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم وقريظة، كان بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عهد، فنقضوا ذلك، وظاهروا المشركين، فأنزل اللّه فيهم {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح، فقال حين سرى جبريل عليه السلام: ألا أبشروا ثلاثا. فأرسل اللّه عليهم، فهتكت القباب، وكفأت القدور، ودفنت الرجال، وقطعت الاوتاد، فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد، فأنزل اللّه {إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}. وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وابن مردويه عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم، فأصاب أكحله، فقطعه، فدعا اللّه سعد، فقال: اللّهم لا تمتني حتى تقرعيني من قريظة، وبعث اللّه الريح على المشركين {وكفى اللّه المؤمنين القتال} ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم، ورجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة، وأمر بقبة من أدم، فضربت على سعد رضي اللّه عنه في المسجد قالت: فجاء جبريل عليه السلام - وإن على ثناياه نقع الغبار - فقال: أوقد وضعت السلاح؟ لا واللّه ما وضعت الملائكة السلاح بعد، أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم. فلبس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لامته، وأذن في الناس بالرحيل: أن يخرجوا، فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم، واشتد البلاء عليهم فقيل لهم: أنزلوا على حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى سعد بن معاذ، فأتى به على حمار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: احكم فيهم فقال: اني أحكم فيهم. أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم، قال: فلقد حكمت فيهم بحكم اللّه وحكم رسوله". وأخرج البيهقي عن موسى بن عقبة رضي اللّه عنه قال: أنزل اللّه في قصة الخندق، وبني قريظة تسعا وعشرين آية فاتختها {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنود} واللّه تعالى أعلم. |
﴿ ٢٧ ﴾