١٣

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اللّه عنه في قوله{‏يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل‏}‏ قال‏:‏ من شبه ورخام‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي اللّه عنه في قوله{‏من محاريب‏}‏ قال‏:‏ بنيان دون القصور ‏{‏وتماثيل‏}‏ قال‏:‏ من نحاس ‏{‏وجفان‏}‏ قال‏:‏ صحاف ‏{‏كالجوابي‏}‏ قال‏:‏ الجفنة مثل الجوبة من الأرض ‏{‏وقدور راسيات‏}‏ قال‏:‏ عظام‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية رضي اللّه عنه في الآية قال ‏{‏المحاريب‏}‏ القصور‏.‏ ‏{‏والتماثيل‏}‏ الصور ‏{‏وجفان كالجواب‏}‏ قال‏:‏ كالجوبة من الأرض‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله{‏من محاريب‏}‏ قال‏:‏ قصور، ومساجد ‏{‏وتماثيل‏}‏ قال‏:‏ من رخام وشبه ‏{‏وجفان كالجواب‏}‏ كالحياض ‏{‏وقدور راسيات‏}‏ قال‏:‏ ثابتات لا يزلن عن مكانهن كن يرين بأرض اليمن‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏وتماثيل‏}‏ قال‏:‏ اتخذ سليمان عليه السلام تماثيل من نحاس فقال‏:‏ يا رب انفخ فيها الروح فإنها أقوى على الخدمة، فنفخ اللّه فيها الروح، فكانت تخدمه، وكان اسفيديار من بقاياهم، فقيل لداود عليه السلام ‏{‏اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبه وابن المنذر عن الضحاك رضي اللّه عنه في قوله{‏من محاريب‏}‏ قال‏:‏ المساجد ‏{‏وتماثيل‏}‏ قال‏:‏ الصور ‏{‏وجفان كالجواب‏}‏ قال‏:‏ كحياض الإبل العظام ‏{‏وقدور راسيات‏}‏ قال‏:‏ قدرو عظام كانوا ينحتونها من الجبال‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏وجفان كالجواب‏}‏ قال‏:‏ كالجوبة من الأرض ‏{‏وقدور راسيات‏}‏ قال‏:‏ أثافيها منها‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ان نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏وجفان كالجواب‏}‏ قال‏:‏ كالحياض الواسعة تسع الجفنة الجزور قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت طرفة بن العبد وهو يقول‏:‏

كالجوابي لا هي مترعة * لقرى الأضياف أو للمحتضر

وقال أيضا‏:‏

يجبر المجروب فينا ماله * بقباب وجفان وخدم

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي اللّه عنه ‏{‏وجفان كالجواب‏}‏ قال‏:‏ كالحياض ‏{‏وقدرو راسيات‏}‏ قال‏:‏ القدور العظام التي لا تحول من مكانها‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي اللّه عنه ‏{‏وقدور راسيات‏}‏ قال‏:‏ عظام تفرغ افراغا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله{‏إعملوا آل داود شكرا‏}‏ قال‏:‏ إعملوا شكرا للّه على ما أنعم به عليكم‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن شهاب في قوله{‏إعملوا آل داود شكرا‏}‏ قال‏:‏ قولوا الحمد للّه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ثابت البناني رضي اللّه عنه قال‏:‏ بلغنا ان داود عليه السلام جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده، فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا وانسان قائم من آل داود يصلي، فعمتهم هذه الآية ‏{‏اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال داود لسليمان عليهما السلام‏:‏ قد ذكر اللّه الشكر فاكفني قيام النهار أكفك قيام الليل‏.‏ قال‏:‏ لا أستطيع قال‏:‏ فاكفني صلاة النهار‏.‏ فكفاه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي اللّه عنه قال‏:‏ الشكر تقوى اللّه، والعمل بطاعته‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال داود عليه السلام‏:‏ يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة منك‏؟‏ قال‏:‏ الآن شكرتني، حين علمت أن النعم مني‏.‏

وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن المغيرة بن عتبة قال‏:‏ قال داود عليه السلام‏:‏ يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني‏؟‏ فأوحى اللّه اليه‏:‏ نعم‏.‏ الضفدع، وأنزل اللّه تعالى على داود عليه السلام‏:‏ يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر‏.‏ فالنعمة منك، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك‏؟‏ قال‏:‏ يا داود الآن عرفتني حق معرفتي‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم في كتاب الشكر والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي الجلد رضي اللّه عنه قال‏:‏ قرأت في مساءلة داود عليه السلام انه قال‏:‏ اي رب كيف لي أن أشكرك، وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك‏؟‏ قال‏:‏ فأتاه الوحي‏:‏ ان يا داود أليس تعلم ان الذي بك من النعم مني‏؟‏ قال‏:‏ قال داود عليه السلام‏:‏ الهي لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار والدهر كله، ما قضيت حق نعمة واحدة من نعمك علي‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن السدي رضي اللّه عنه في قوله{‏اعملوا آل داود شكرا‏}‏ قال‏:‏ لم ينفك منهم مصل‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ لما قيل لهم ‏{‏اعملوا آل داود شكرا‏}‏ لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم يصلي‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يخطب الناس على المنبر، وقرأ هذه الآية ‏{‏اعملوا آل داود شكرا‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏ثلاث من أوتيهن فقد أوتي ما أوتي آل داود قيل‏:‏ وما هن يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وذكر اللّه في السر والعلانية‏"‏‏.‏

وأخرجه ابن مردويه من طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضي اللّه عنها مرفوعا به وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي اللّه عنه‏.‏ مرفوعا به‏.‏ وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي اللّه عنه‏.‏ مرفوعا به‏.‏ وقال ‏"‏خشية اللّه في السر والعلانية‏"‏ واللّه أعلم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله{‏وقليل من عبادي الشكور‏}‏ يقول‏:‏ قليل من عبادي الموحدين توحيدهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رجل عند عمر رضي اللّه عنه‏:‏ اللّهم اجعلني من القليل‏.‏ فقال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ ما هذا الدعاء الذي تدعو به‏؟‏ قال‏:‏ اني سمعت اللّه يقول ‏{‏وقليل من عبادي الشكور‏}‏ فأنا أدعوا اللّه أن يجعلني من ذلك القليل فقال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ كل الناس أعلم من عمر‏.‏

﴿ ١٣