١٨

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله{‏والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها‏}‏ قال‏:‏ نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون‏:‏ لا إله إلا اللّه‏.‏ في زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‏:‏ كان سعيد بن زيد، وأبو ذر، وسلمان، يتبعون في الجاهلية أحسن القول، وأحسن القول والكلام لا إله إلا اللّه‏.‏ قالوا بها فأنزل اللّه تعالى على نبيه صلى اللّه عليه وسلم ‏{‏يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال ‏{‏الطاغوت‏}‏ الشيطان هو ههنا واحد وهي جماعة‏.‏ مثل قوله ‏(‏يا أيها الإنسان ما غرك‏)‏ ‏(الإنفطار: ٦‏)‏ قال‏:‏ هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس إنما هو واحد‏.‏

وخ عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي اللّه عنه ‏{‏والذين اجتنبوا الطاغوت‏}‏ قال‏:‏ الشيطان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏وأنابوا إلى اللّه لهم البشرى‏}‏ قال‏:‏ أقبلوا إلى اللّه ‏{‏فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏ قال‏:‏ أحسنه طاعة اللّه‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الضحاك في قوله{‏فيتبعون أحسنه‏}‏ قال‏:‏ ما أمر اللّه تعإلى النبيين عليهم السلام من الطاعة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن الكلبي في قوله{‏الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏ قال‏:‏ لولا ثلاث يسرني أن أكون قد مت‏.‏ لولا أن أضع جبيني للّه، وأجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر، والسير في سبيل اللّه‏.‏

وأخرج جويبر عن جابر بن عبد اللّه قال‏:‏ لما نزلت ‏(‏لها سبعة أبواب‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏(‏الحجر ٤٤‏)‏‏.‏ أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول اللّه إن لي سبعة مماليك، وإني أعتقت لكل باب منها مملوكا‏.‏ فنزلت هذه الآية ‏{‏فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما نزلت{‏فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏ أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مناديا فنادى‏"‏من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنة‏.‏ فاستقبل عمر الرسول فرده فقال‏:‏ يا رسول اللّه خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون‏.‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ لو يعلم الناس قدر رحمة اللّه لاتكلوا، ولو يعلمون قدر سخط اللّه وعقابه لاستصغروا أعمالهم‏"‏‏.‏

﴿ ١٨