١٦

أخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة، ‏{‏وأمرت لأعدل بينكم‏}‏ قال‏:‏ أمر نبي اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن يعدل فعدل، حتى مات‏.‏ والعدل، ميزان اللّه في الأرض، به يأخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من الشديد، وبالعدل، يصدق اللّه الصادق ويكذب الكاذب، وبالعدل، يرد المعتدي ويوبخه‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد - رضي اللّه عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏لا حجة بيننا وبينكم‏}‏ قال‏:‏ لا خصومة بيننا وبينكم‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يحاجون في اللّه‏}‏‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - في قوله‏:‏ ‏{‏والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له‏}‏ قال‏:‏ هم أهل الكتاب، كانوا يجادلون المسلمين ويصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا للّه‏.‏ وقال‏:‏ هم قوم من أهل الضلالة، وكان استجيب على ضلالتهم، وهم يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد - رضي اللّه عنه - ‏{‏والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له‏}‏ قال‏:‏ طمع رجال بأن تعود الجاهلية‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة - رضي اللّه عنه - في قوله{‏والذين يحاجون في اللّه‏}‏ الآية قال‏:‏ هم اليهود والنصارى، حاجوا المسلمين في ربهم، فقالوا‏:‏ أنزل كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، فنحن أولى باللّه منكم، فأنزل اللّه ‏(‏من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب‏)‏ ‏(‏آل عمران: ٦‏)‏ وأما قوله‏:‏ ‏{‏من بعد ما استجيب له‏}‏ قال‏:‏ من بعد ما استجاب المسلمون للّه وصلوا للّه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن - رضي اللّه عنه - ‏{‏والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له‏}‏ الآية قال‏:‏ قال أهل الكتاب لأصحاب محمد - صلى اللّه عليه وسلم - نحن أولى باللّه منكم، فأنزل اللّه{‏والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم‏}‏ يعني أهل الكتاب‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن عكرمة - رضي اللّه عنه - قال‏:‏ لما نزلت ‏(‏إذا جاء نصر اللّه والفتح‏)‏ ‏(‏النصر: ١‏)‏ قال المشركون بمكة‏:‏ لمن بين أظهرهم من المؤمنين، قد دخل الناس في الدين اللّه أفواجا، فاخرجوا من بين أظهرنا، فعلام تقيمون بين أظهرنا‏؟‏ فنزلت{‏والذين يحاجون في اللّه من بعد ما استجيب له‏}‏ الآية‏.‏

﴿ ١٦