١١

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه‏}‏ قال‏:‏ معمرين فيه بالرزق، وفي قوله‏:‏ ‏{‏وقد أخذ ميثاقكم‏}‏ قال‏:‏ في ظهر آدم، وفي قوله‏:‏ ‏{‏ليخرجكم من الظلمات إلى النور‏}‏ قال‏:‏ من الضلالة إلى الهدى‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح‏}‏ يقول‏:‏ من أسلم ‏{‏وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا‏}‏ يعني أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر ‏{‏وكلا وعد اللّه الحسنى‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح‏}‏ الآية، قال‏:‏ كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر، وانت نفقتان أحدهما أفضل من الأخرى، قال‏:‏ كانت النفقة والقتال قبل الفتح فتح مكة أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك ‏{‏وكلا وعد اللّه الحسنى‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل‏}‏ قال أبو الدحداح‏:‏ واللّه لأنفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلي ولا يسبقني بها أحد بعدي، فقال‏:‏ اللّهم كل شيء يملكه أبو الدحداح فإن نصفه للّه حتى بلغ فرد نعله ثم قال‏:‏ وهذا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يأتيكم قوم من ههنا، وأشار بيده إلى اليمن، تحقرون أعمالكم عند أعمالهم، قالوا‏:‏ فنحن خير أم هم‏؟‏ قال‏:‏ بل أنتم، فلو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك أحدكم ولا نصيفه فصلت هذه الآية بيننا وبين الناس {‏لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال‏:‏ ‏"‏خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية إذا كان بعسفان قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم، قلنا‏:‏ من هم يا رسول اللّه أقريش‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكنهم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، فقلنا‏:‏ أهم خير منا يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إلا أن هذا فصل ما بيننا وبين الناس{‏لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل‏}الآية‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أنس قال‏:‏ كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف‏:‏ تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغ النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام قال‏:‏ ‏"‏سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أنحن خير أم من بعدنا‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن بي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال‏:‏ لا تسبوا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره‏.‏

﴿ ١١