١١

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه‏}‏ قال‏:‏ هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه، وعن الصلاة المفروضة الخمس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت‏"‏‏.‏

فقال له رجل‏:‏ يا ابن عباس اتق اللّه، فإنما يسأل الرجعة الكفار، فقال‏:‏ سأتلوا عليكم بذلك قرآنا ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏

وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه‏}‏ الآية قال‏:‏ هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه، ولم يحج منه، ولم يعط حق اللّه منه يسأل الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكي، قال اللّه‏:‏ ‏{‏ولن يؤخر اللّه نفسا إذا جاء أجلها‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه‏}‏ قال‏:‏ عن الصلوات الخمس وفي قوله‏:‏ ‏{‏وانفقوا مما رزقناكم‏}‏ قال‏:‏ يعني الزكاة والنفقة في الحج‏.‏

وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء في قوله‏:‏ ‏{‏لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه‏}‏ قال‏:‏ الصلاة المفروضة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏فاصدق‏}‏ قال‏:‏ أزكي ‏{‏وأكون من الصالحين‏}‏ قال‏:‏ احج‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن عن عاصم أنه قرأ ‏{‏فأصدق، ‏"‏وأكون‏"‏ من الصالحين‏}‏ قال‏:‏ أحج‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وعن الحسن عن عاصم أنه قرأ ‏{‏فاصدق ‏"‏وأكون ‏"‏ من الصالحين‏}‏ بالواو‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال‏:‏ القراءة سنة من السنن فاقرؤوا القرآن كما اقرئتموه ‏(‏إن هذان لساحران‏)‏ ‏(‏سورة طه الآية ٦٣‏)‏{‏فأصدق وأكن من الصالحين‏}‏‏.‏

﴿ ١١