٩

أخرج ابن مردويه عن عبد اللّه بن الزبير قال‏:‏ نزلت سورة ‏{‏إنا أرسلنا نوحا‏}‏ بمكة‏.‏

وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن اللّه يدعو نوحا وقومه يوم القيامة أول الناس، فيقول‏:‏ ماذا أجبتم نوحا فيقولون‏:‏ ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا، فيقول نوح‏:‏ دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الأولين والآخرين، أمة بعد أمة، حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه، فيقول للملائكة‏:‏ ادعوا أحمد وأمته، فيأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم، فيقول نوح لمحمد وأمته‏:‏ هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة، واجتهدت لهم بالنصيحة، وجهدت أن استنقذهم من النار سرا وجهرا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا فيقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمته‏:‏ فإنا نشهد بما نشدتنا أنك في جميع ما قلت من الصادقين، فيقول نوح‏:‏ وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنتم آخر الأمم‏؟‏ فيقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ بسم اللّه الرحمن الرحيم{‏إنا أرسلنا نوحا إلى قومه‏}حتى خم السورة، فإذا ختمها قالت أمته‏:‏ نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا اللّه وإن اللّه لهو العزيز الحكيم، فيقول اللّه عند ذلك‏:‏ ‏(‏وامتازوا اليوم أيها المجرمون‏)‏ ‏(‏سورة يس الآية ٥٩‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أن اعبدوا اللّه واتقوه وأطيعون‏}‏ قال‏:‏ بها أرسل اللّه المرسلين أن يعبد اللّه وحده، وأن تتقى محارمه، وأن يطاع أمره‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏يغفر لكم من ذنوبكم‏}‏ قال‏:‏ الشرك ‏{‏ويؤخركم إلى أجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ بغير عقوبة ‏{‏إن أجل اللّه إذا جاء لا يؤخر‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ويؤخركم إلى أجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ ما قد خط من الأجل فإذا جاء أجل اللّه لم يؤخر‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏فلم يزدهم دعائي إلا فرارا‏}‏ قال‏:‏ بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح، فيقول لابنه‏:‏ احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي، وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏جعلوا أصابعهم في آذانهم‏}‏ قال‏:‏ لئلا يسمعوا ما يقول ‏{‏واستغشوا ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ لأن يتنكروا له فلا يعرفهم ‏{‏واستكبروا استكبارا‏}‏ قال‏:‏ تركوا التوبة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏واستغشوا ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏واستغشوا ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ تسجوا بها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ثم إني دعوتهم جهارا‏}‏ قال‏:‏ الكلام المعلن به، وفي قوله‏:‏ ‏{‏ثم إني أعلنت لهم‏}‏ قال‏:‏ صحت ‏{‏وأسررت لهم إسرارا‏}‏ قال‏:‏ النجاء نجاء لرجل‏.‏

﴿ ٩